Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 75-81)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر عن عيسى صلى الله عليه وسلم ، فقال : سبحانه : { مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ } ، يعنى مؤمنة كقوله سبحانه : { إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيَّاً } [ مريم : 56 ] ، يعنى مؤمناً نبياً ، وذلك حين قال لها جبريل ، عليه السلام : { إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ } [ مريم : 19 ] ، وفى بطنك المسيح ، فآمنت بجبريل ، عليه السلام ، وصدقت بالمسيح ابن مريم ، عليه السلام ، ثم سميت الصديقة ، وهى يومئذ فى محراب بيت المقدس ، { كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ } ، فلو كانا إلهين ما أكلا الطعام ، { ٱنْظُرْ } يا محمد { كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلآيَاتِ } ، يعنى العلامات فى أمر عيسى ومريم أنهم كانا يأكلان الطعام والآلهة لا تأكل الطعام ، { ثُمَّ ٱنْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } [ آية : 75 ] ، يعنى من أين يكذبون ، فأعلمهم أنى واحد . { قُلْ } لنصارى نجران ، { أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، يعنى عيسى ، { مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً } فى الدنيا ، { وَلاَ نَفْعاً } فى الآخرة ، { وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لقولهم : إن الله هو المسيح ابن مريم ، وثالث ثلاثة ، { ٱلْعَلِيمُ } [ آية : 76 ] بمقالتهم . { قُلْ يَـۤأَهْلَ ٱلْكِتَابِ } ، يعنى نصارى نجران ، { لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ } عن دين الإسلام فتقولوا { غَيْرَ ٱلْحَقِّ } فى عيسى ابن مريم ، { وَلاَ تَتَّبِعُوۤاْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ } عن الهدى ، { مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ } ، عن الهدى { كَثِيراً } من الناس ، { وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } [ آية : 77 ] ، يعنى وأخطأوا عن قصد سبل الهدى نزلت فى برصيصا . { لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } اليهود { مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } ، يعنى من سبط بنى إسرائيل ، { عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ } ابن أنبشا ، وذلك أنهم صادوا الحيتان يوم السبت ، وكانوا قد نهوا عن صيد الحيتان يوم السبت ، قال داود : اللهم إن عبادك قد خالفوا أمرك وتركوا أمرك ، فاجعلهم آية ومثلاً لخلقك ، فمسخهم الله عز وجل قردة ، فهذه لعنة داود ، عليه السلام ، { وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } ، وأما لعنة عيسى صلى الله عليه وسلم ، فإنهم أكلوا المائدة ، ثم كفروا ورفعوا من المائدة ، فقال عيسى : اللهم إنك وعدتنى أن من كفر منهم بعدما يأكل من المائدة أن تعذبه عذاباً لا تعذبه أحداً من العالمين ، اللهم العنهم كما لعنت أصحاب السبت ، فكانوا خمسة ألاف ، فمسخهم الله عز وجل خنازير ، ليس فيهم امرأة ولا صبى ، { ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا } فى ترك أمره ، { وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } [ آية : 78 ] فى دينهم ، { كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } [ آية : 79 ] حين لم ينهوهم عن المنكر . ثم قال عز وجل : { تَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، يعنى من قريش ، { لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ } ؛ لأنهم ليسوا بأصحاب كتاب ، { أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي ٱلْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ } [ آية : 80 ] ، { وَلَوْ كَانُوا } ، يعنى اليهود ، { يُؤْمِنُونَ بِالله } ، يعنى يصدقون بالله عز وجل بأنه واحد لا شريك له ، { وَ } بـ { والنَّبِيِّ } صلى الله عليه وسلم { وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ } من القرآن ، { مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَآءَ } ، يقول : ما تخذوا مشركى العرب أولياء ، { وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ } من اليهود { فَاسِقُونَ } [ آية : 81 ] ، يعنى عاصين .