Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 97-99)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله سبحانه : { جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ } ، أنها سمت الكعبة ؛ لأنها منفردة من البنيان ، وكل منفرد من البنيان فهو فى كلام العرب الكعبة ، قال أبو محمد : قال ثعلب : العرب تسمى كل بيت مربع الكعبة ، { قِيَاماً لِّلنَّاسِ } ، يعنى أرض الحرم أمناً لهم وحياة لهم فى الجاهلية . قال : كان أحدهم إذا أصاب ذنباً أو أحدث حدثاً يخاف على نفسه ، دخل الحرم فأمن فيه ، { وَٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ } ، قال : كان الرجل إذا أراد سفراً فى أمره ، فإن كان السفر الذى يريده يعلم أنه يذهب ويرجع قبل أن يمضى الشهر الحرام توجه آمناً ، ولم يقلد نفسه ولا راحلته ، وإن كان يعلم أنه لا يقدر على الرجوع حتى يمضى الشهر الحرام ، قلد نفسه وبعيره من لحا شجر الحرم فيأمن به حيث ما توجه من البلاد ، فمن ثم قال سبحانه : { وَٱلْهَدْيَ وَٱلْقَلاَئِدَ } كل ذلك كان قواماً لهم وأمناً فى الجاهلية ، نظيرها فى أول السورة ، { ذٰلِكَ } ، يقول : هذا { لِتَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } ، قبل أن يكونا ، ويعلم أنه سيكون من أمركم الذى كان ، { وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ } من أعمال العباد ، { عَلِيمٌ } [ آية : 97 ] . ثم خوفهم ألا يستحلوا الغارة فى حجاج اليمامة ، يعنى شريحاً وأصحابه ، فقال : { ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } إذا عاقب ، { وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ آية : 98 ] لمن أطاعه بعد النهى ، ثم قال عز وجل : { مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ } محمد صلى الله عليه وسلم ، { إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } فى أمر حجاج اليمامة ، شريح بن ضبيعة وأصحابه ، { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } ، يعنى ما تعلنون بألسنتكم ، { وَمَا تَكْتُمُونَ } [ آية : 99 ] من أمر حجاج اليمامة والغارة عليهم .