Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 8-8)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ } يعني اليهود كان بينهم وبين محمد صلى الله عليه وسلم موادعة ، فإذا رأوا رجلاً من المسلمين وحده يتناجون بينهم ، فيظن المسلم أنهم يتناجون بقتله ، أو بما يكره ، فيترك الطريق من المخافة ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فنهاهم عن النجوى ، فلم ينتهوا وعادوا إلى النجوى ، فقال الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا } للذى { نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ } يعني بالمعصية { وَٱلْعُدْوَانِ } يعني الظلم { وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ } يعني حين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى فعصوه . ثم أخبر عنهم ، فقال : { وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ } يعني كعب بن الأشرف ، وحييي بن أخطب ، وكعب بن أسيد ، وأبو ياسر ، وغيرهم { حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ } يعني اليهود ، قالوا : انطلقوا بنا إلى محمد ، فنشتمه علانية كما نشتمه في السر ، فقالوا : السام ، يعنون بالسم السآمة والفترة ، ويقولون : تسأمون يعني تتركون دينكم ، فقالت عائشة ، رضي الله عنها : عليكم السام ، والذام ، والفان ، يا إخوان القردة والخنازير ، فكره النبي صلى الله عليه وسلم قول عائشة ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مهلا يا عائشة ، عليك بالرفق ، فإنه ما وضع في شىء إلا زانه ، ولا نزع من شىء إلا شانه " ، فقال جبريل ، عليه السلام : إنه لا يسلمون عليك ولكنهم يشتمونك ، فما خرجت اليهود من عند النبي صلى الله عليه وسلم ، قال بعضهم لبعض : إن كان محمد لا يعلم ما نقول له ، فالله يعلمه ، ولو كان نبياً لأعلمه الله ما نقول ، فذلك قوله : { وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ } لنبيه وأصحابه يقول الله { حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ } عذابها { يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } [ آية : 8 ] يعني بئس المرجع إلى النار .