Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 111-114)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم أخبر عما علمه فيهم ، فقال : { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ } ، وأخبروهم أن محمداً رسول كما سألوا ، لقولهم في الفرقان : { لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ } [ الفرقان : 21 ] ، يعني المستهزئين من قريش ، أبا جهل وأصحابه ، ثم قال : { وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ } ، لقولهم : ابعث لنا رجلين أو ثلاثة من آبائنا ، فنسألهم عما أمامهم مما تحدثنا أنه يكون بعد الموت أحق هو ؟ ثم قال : { وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً } ، يعني عياناً ، قال أبو محمد : ومن قرأه : " قَبلا " ، أراد قبيلاً قبيلاً ، رواه عن ثعلب ، فعاينوه كله ، فلو فعلت هذا كله ، فأخبروهم بأن الذي يقول محمد حق ، { مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ } ، يعني ليصدقوا ، { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } لهم الإيمان ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } أكثر أهل مكة { يَجْهَلُونَ } [ آية : 111 ] . ثم قال : { وَكَذَلِكَ } ، يعني وهكذا ، { جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً } من قومه ، يعني أبا جهل عدواً للنبي صلى الله عليه وسلم ، كقولهم في الفرقان : { وَقَالُواْ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ … } [ الفرقان : 7 ] إلى آخر الآية ، قوله : { شَيَاطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } ، وذلك أن إبليس وكل شياطين بالإنس يضلونهم ، ووكل شياطين بالجن يضلونهم ، فإذا التقى شيطان الإنس مع شيطان الجن ، قال أحدهما لصاحبه : إنى أضللت صاحبي بكذا وكذا ، فأضلل أنت صاحبك بكذا وكذا ، فذلك قوله : { يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } ، يقول : يزين بعضهم { زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً } ، يقول : ذلك التزيين بالقول باطل ، يغرون به الإنس والجن ، ثم قال : { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ } ، يقول : لو شاء الله لمنعهم عن ذلك ، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم : { فَذَرْهُمْ } ، يعني خل عنهم ، يعني كفار مكة ، { وَمَا يَفْتَرُونَ } [ آية : 112 ] من الكذب . { وَلِتَصْغَيۤ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } ، يعني ولتميل إلى ذلك الزخرف والغرور قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ، يعني الذين لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، { وَلِيَرْضَوْهُ } ، يعني وليحبوه ، { وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } [ آية : 113 ] ، يعني ليعملوا من المعاصي ما هم عاملون . { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً } ، فليس أحد أحسن قضاء من الله في نزول العذاب ببدر ، { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً } ، يعني القرآن حلاله وحرامه ، وكل شيء مفصلاً ، يعني مبيناً فيه أمره ونهيه ، { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } [ آية : 114 ] .