Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 118-121)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ } [ آية : 118 ] ، يعنى بالقرآن مصدقين ، وذلك أن كفار مكة حين سمعوا أن الله حرم الميتة ، قالوا للمسلمين : أتزعمون أنكم تتبعون مرضاة ربكم ؟ ألا تحدثونا عما قتلتم أنتم بأيديكم أهو أفضل ؟ أو ما قتل الله ؟ فقال المسلمون : بل الله أفضل صنعاً ، فقالوا لهم : فما لكم تأكلون مما ذبحتم بأيديكم ، وما ذبح الله فلا تأكلونه ، وهو عندكم ميتة ؟ فأنزل الله : { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } ، يعنى وقد بين لكم ما حرم عليكم ، يعنى الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير ، ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } مما نهيتم عن أكله ، { وَإِنَّ كَثِيراً } من الناس ، يعنى سادة قريش ، { لَّيُضِلُّونَ } أهل مكة ، { بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ } يعلمونه فى أمر الذبائح ، { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ } [ آية : 119 ] . { وَذَرُواْ ظَاهِرَ ٱلإِثْمِ } ، يعنى واتركوا ظاهر الإثم ، { وَبَاطِنَهُ } ، يعنى الزنا فى السر والعلانية ، وذلك أن قريشاَ كانوا ينكرون الزنا فى العلانية ، ولا يرون به بأساً سراً ، { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلإِثْمَ } ، يعنى الشرك ، { سَيُجْزَوْنَ } فى الآخرة { بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ } [ آية : 120 ] ، يعنى يكسبون . وأنزل الله فى قولهم : ما قتل الله فلا تأكلوه : { وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ } ، يعنى إن أكل الميتة لمعصية ، { وَإِنَّ ٱلشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ } من المشركين ، { لِيُجَادِلُوكُمْ } فى أمر الذبائح ، { وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ } باستحلالكم الميتة ، { إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [ آية : 121 ] مثلهم ، وفيهم نزلت : { لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي ٱلأَمْرِ } [ الحج : 67 ] ، يعنى أمر الذبائح .