Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 125-128)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ } لدينه ، { يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ } ، نزلت فى النبى صلى الله عليه وسلم ، يعنى يوسع قلبه ، { وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ } عن دينه ، { يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً } بالتوحيد ، يعنى أبا جهل ، حتى لا يجد التوحيد من الضيق مجازاً ، ثم قال : { حَرَجاً } شكاً ، { كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِ } ، يقول : هو بمنزلة المتكلف الصعود إلى السماء لا يقدر عليه ، { كَذٰلِكَ } ، يعنى هكذا ، { يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ } ، يقول : الشر ، { عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 125 ] بالتوحيد . { وَهَـٰذَا } التوحيد { صِرَاطُ رَبِّكَ } ، يعنى دين ربك ، { مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ } ، يعنى قد بينا الآيات فى أمر القلوب فى الهدى والضلالة ، يعنى الذى يشرح صدره للإسلام ، والذى جعله ضيقاً حرجاً ، { لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } [ آية : 126 ] بتوحيد الله ثم ذكر ما أعد للموحدين ، فقال : { لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلاَمِ } ، يعنى جنة الله ، { عِندَ رَبِّهِمْ } فى الآخرة ، { وَهُوَ وَلِيُّهُمْ } ، يقول : الله وليهم فى الآخرة ، { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ آية : 127 ] له فى الدنيا ، يعنى يوحدون ربهم . { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ } ، يعنى كفار الإنس والشياطين والجن ، يقول : ويوم نجمعهم ، { جَمِيعاً يَامَعْشَرَ ٱلْجِنِّ } ، ثم يقول للشياطين : { قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ مِّنَ ٱلإِنْسِ } ، يعنى من ضلال الإنس فيما أضللتم منهم ، وذلك أن كفار الإنس كانوا تولوا الجن وأعاذوا بهم ، { وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلإِنْسِ } ، يعنى أولياء الجن من كفار الإنس ، { رَبَّنَا ٱسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ } ، كاستمتاع الإنس بالجن ، وذلك أن الرجل كان إذا سافر فأدركه الليل بأرض القفر خاف ، فيقول : أعوذ بسيد هذا الوادى من سفهاء قومه ، فيبيت فى جواره آمناً ، وكان استمتاع الجن بالإنس أن يقولوا : لقد سودتنا الإنس حين فزعوا إلينا ، فيزدادوا بذلك شرفاً ، { وَ } قالت : { وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا } الموت { ٱلَّذِيۤ أَجَّلْتَ لَنَا } فى الدنيا ، فرد الله عليهم : { قَالَ ٱلنَّارُ مَثْوَاكُمْ } ، ومثوى الكافرين ، { خَالِدِينَ فِيهَآ } أبداً ، { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } ، واستثنى أهل التوحيد ، أنهم لا يخلدون فيها ، { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ } ، يعنى حكم النار لمن عصاه ، { عَليمٌ } [ آية : 128 ] ، يقول : عالم بمن لا يعصيه .