Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 1-5)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ } ، فحمد نفسه ودل بصنعه على توحيده ، { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } ، لم يخلقهما باطلاً ، خلقهما لأمر هو كائن ، { وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَاتِ وَٱلنُّورَ } ، يعني الليل والنهار ، ثم رجع إلى أهل مكة ، فقال : { ثْمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة ، { بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } [ آية : 1 ] ، يعني يشركون . { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ } ، يعني آدم ، عليه السلام ؛ لأنكم من ذريته ، { ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً } ، يعني أجل ابن آدم من يوم ولد إلى أن يموت ، { وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ } ، يعني البرزخ منذ يوم ولد إلى يوم يموت ، إلى يوم القيامة ، { ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ } [ آية : 2 ] ، يعني تشكون في البعث ، يعني كفار مكة . { وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } أنه واحد ، { وَفِي ٱلأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ } ، يعني سر أعمالكم وجهرها ، { وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } [ آية : 3 ] ، يعني ما تعملون من الخير والشر . { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ } ، يعني انشقاق القمر ، { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } [ آية : 4 ] ، فلم يتفكرون فيها ، فيعتبروا في توحيد الله . { فَقَدْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ } ، يعني القرآن حين جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم ، استهزءوا بالقرآن بأنه ليس من الله ، يعني كفار مكة ، منهم : أبو جهل بن هشام ، والوليد بن المغيرة ، ومنبه نبيه ابنا الحجاج ، والعاص بن وائل السهمي ، وأبى بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ، وعبدالله بن أبي أمية ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبو البحتري بن هشام بن أسد ، والحارث بن عامر بن نوفل ، ومخرمة بن نوفل ، وهشام بن عمرو بن ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب ، وسهل بن عمرو ، وعمير بن وهب بن خلف ، والحارث بن قيس ، وعدي بن قيس ، وعامر بن خالد الجمحى ، والنضر بن الحارث ، وزمعة بن الأسود ، ومطعم بن عدى ، وقرط بن عبد عمرو بن نوفل ، والأخنس بن شريق ، وحويطب بن عبد العزى ، وأمية بن خلف ، كلهم من قريش ، يقول الله عز وجل : { فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ } ، يعني حديث ، { مَا كَانُواْ بِهِ } بالعذاب { يَسْتَهْزِءُونَ } [ آية : 5 ] بأنه غير نازل بهم ، ونظيرها في الشعراء ، فنزل بهم العذاب ببدر .