Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 6-12)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم وعظهم ليخافوا ، فقال : { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم } ، كفار مكة ، { مِّن قَرْنٍ } من أمة ، { مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ } ، يقول : أعطيناهم من الخير والتمكين فى البلاد ما لم نعطكم يا أهل مكة ، { وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مَّدْرَاراً } بالمطر ، يعني متتابعاً ، { وَجَعَلْنَا ٱلأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ } ، يعني فعذبناهم ، { بِذُنُوبِهِمْ } ، يعني بتكذيبهم رسلهم ، { وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ } [ آية : 6 ] ، يقول : وخلقنا من بعد هلاكهم قوماً آخرين . { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ } ، ما صدقوا به ، و { لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة ، { إِنْ هَـٰذَآ } ، يقول : ما هذا القرآن ، { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } [ آية : 7 ] ، يعني بين . { وَقَالُواْ لَوْلاۤ } ، يعنى هلا ، { أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } ، يعينه ويصدقه بما أرسل به ، نظيرها فى الفرقان ، نزلت فى النضر بن الحارث ، وعبدالله بن أمية بن المغيرة ، ونوفل بن خويلد ، كلهم من قريش ، يقول الله : { وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً } فعاينوه ، { لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ } ، يعنى لنزل العذاب بهم ، { ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } [ آية : 8 ] ، يعنى ثم لا يناظر بهم حتى يعذبوا ؛ لأن الرسل إذا كُذبت جاءت الملائكة بالعذاب . يقول الله : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ } ، هذا الرسول ، { مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً } ، يعنى فى صورة رجل حتى يطيقوا النظر إليه ؛ لأن الناس لا يطيقون النظر إلى صورة الملائكة ، ثم قال : { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم } ، يعنى ولشبهنا عليهم ، { مَّا يَلْبِسُونَ } [ آية : 9 ] ، يعنى ما يشبهون على أنفسهم بأن يقولوا : ما هذا إلا بشر مثلكم . { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } ، وذلك أن مكذبى الأمم الخالية ، أخبرتهم رسلهم بالعذاب فكذبوهم ، بأن العذاب ليس بنازل بهم ، فلما كذب كفار مكة النبى صلى الله عليه وسلم بالعذاب حين أوعدهم استهزءوا منه ، فأنزل الله يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب ، فقال : { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } يا محمد كما استهزئ بك فى أمر العذاب ، { فَحَاقَ } ، يعنى فدار { بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ } ، يعنى من الرسل ، { مَّا كَانُواْ بِهِ } ، يعنى بالعذاب ، { يَسْتَهْزِءُونَ } [ آية : 10 ] بأنه غير نازل بهم . ثم وعظهم ليخافوا ، فقال : { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ ٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } [ آية : 11 ] بالعذاب كان عاقبتهم الهلاك يحذر كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ، { قُل } لكفار مكة { لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } من الخلق ، فردوا عليه فى الرعد ، قالوا : الله ، فى قراءة أبى بن كعب ، وابن مسعود فى تكذيبهم بالبعث ، قالوا : الله { قُل للَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } فى تأخير العذاب عنهم ، فأنزل الله فى تكذيبهم بالبعث ، { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } أنتم والأمم الخالية ، { لاَ رَيْبَ فِيهِ } ، يعنى لا شك فيه ، يعنى فى البعث بأنه كائن ، ثم نعتهم ، فقال : { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ } ، يعنى غبنوا ، { أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 12 ] ، يعنى لا يصدقون بالبعث بأنه كائن .