Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 36-42)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم ذكر إيمان المؤمنين ، فقال : { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ } الهدى ، يعنى القرآن ، ثم قال : { وَٱلْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ } ، يعنى كفار مكة يبعثهم الله فى الآخرة ، { ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } [ آية : 36 ] ، يعنى يردون فيجزيهم . { وَقَالُواْ لَوْلاَ } ، يعنى هلا { نُزِّلَ عَلَيْهِ } محمد كما أنزل على الأنبياء { آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } للكفار ، { قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 37 ] بأن الله قادر على أن ينزلها . { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ } ، ولا فى بر ، ولا فى بحر ، { وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ } ، يعنى خلقاً أصنافاً مصنفة تعرف بأسمائهم ، { مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ } ، يعنى ما ضيعنا فى اللوح المحفوظ ، { مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [ آية : 38 ] فى الآخرة ، ثم يصيرون من بعد ما يقتص بعضهم من بعض تراباً ، يقال لهم : كونوا تراباً . { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } ، يعنى القرآن ، { صُمٌّ } لا يسمعون الهدى ، { وَبُكْمٌ } لا يتكلمون به ، { فِي ٱلظُّلُمَاتِ } ، يعنى الشرك ، { مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ } عن الهدى ، نزلت فى بنى عبد الدار بن قصى ، { وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ آية : 39 ] ، يعنى على دين الإسلام ، منهم : على بن أبى طالب ، والعباس ، وحمزة ، وجعفر . ثم خوفهم ، فقال للنبى صلى الله عليه وسلم : { قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ } فى الدنيا كما أتى الأمم الخالية ، { أَوْ أَتَتْكُمْ ٱلسَّاعَةُ } ، ثم رجع إلى عذاب الدنيا ، فقال : { أَغَيْرَ ٱللَّهِ } من الآلهة ، { تَدْعُونَ } أن يكشف عنكم العذاب فى الدنيا ، { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 40 ] بأنه معه آلهة . ثم رجع إلى نفسه ، فقال : { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ وَتَنسَوْنَ } ، يعنى وتتركون { مَا تُشْرِكُونَ } [ آية : 41 ] بالله من الآلهة ، فلا تدعونهم أن يكشفوا عنكم ولكنكم تدعون الله ، { وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ } الرسل { إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ } ، فكذب بهم قومهم كما كذب بك كفار مكة ، { فَأَخَذْنَاهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ } لكى { يَتَضَرَّعُونَ } [ آية : 42 ] إلى ربهم فيتوبون إليه .