Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 117-129)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } ، فصارت حية ، { فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ } ، يعنى تلقم ، { مَا يَأْفِكُونَ } [ آية : 117 ] ، يعنى ما جاءوا به من الكذب . { فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ } ، يعنى فظهر الحق بأنه ليس بسحر ، { وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ آية : 118 ] ، يعنى بطل ما كانوا يعملون من السحر . { فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ } ، يعنى عند ذلك ، { وَٱنقَلَبُواْ صَاغِرِينَ } [ آية : 119 ] ، يعنى فرجعوا إلى منازلهم مذلين . { وَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } [ آية : 120 ] لله . { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 121 ] ، قال السحرة : أمنا بـ { رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } [ آية : 122 ] ، فبهت فرعون لردهم عليه . و { قَالَ فِرْعَوْنُ } للسحرة ، { آمَنتُمْ بِهِ } ، يعنى صدقتم بموسى ، { قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ } ، يقول : إن هذا الإيمان لقول قلتموه فى المدينة ، يعنى فى أهل مصر فى متابعتكم إياه ، وذلك أن موسى قال للساحر الأكبر ، واسمه شمعون : أتؤمن لى إن غلبتك ؟ قال : لآتين بسحر لا يغلبه سحرك ، ولئن غلبتنى لأؤمن لك ، وفرعون ينظر ، فمن ثم قال فرعون : { لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا } ، من أرض مصر ، يعنى موسى ، وهارون ، وشمعون رئيس السحرة ، { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } [ آية : 123 ] فأوعدهم . { لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ } ، يعنى اليد اليمنى والرجل اليسرى ، أو الرجل اليمنى واليد اليسرى ، { ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } [ آية : 124 ] . فرد السحرة على فرعون ، { قَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } [ آية : 125 ] ، يعنى راجعين . { وَمَا تَنقِمُ } ، يعنى وما نقمت { مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا } ، يعنى صدقنا باليد والعصا آيتان من ربنا ، { لَمَّا جَآءَتْنَا } ، ثم قالوا : { رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا } ، يعنى ألقى علينا { صَبْراً } عند القطع والصلب ، { وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } [ آية : 126 ] ، يعنى مخلصين لله حتى لا يردنا البلاء عن ديننا ، فصلبهم فرعون من يومه ، فكانوا أول النهار سحرة كفاراً ، وآخر النهار شهداء مسلمين لما آمنت السحرة لموسى . { وَقَالَ ٱلْمَلأُ } ، يعنى الأشراف { مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ } ، بنى إسرائيل قد آمنوا بموسى ، { لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } ، يعنى مصر ، يعنى بالفساد أن يقتل أبناءكم ، ويستحى نساءكم ، يعنى ويترك بناتكم كما فعلتم بقومه يفعله بكم ، نظيرها فى حم المؤمن ، { وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ } ، يعنى ويترك عبادتك ، { قَالَ } فرعون عند ذلك : { سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ } ، يعنى بناتهم ، { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } [ آية : 127 ] . ثم أمرهم أن يقتلوا أبناء الذين معه ، ويستحيوا نساءهم ، فمنعهم الله من قتل الأبناء حين أغرقهم فى البحر ، وكان فرعون قد كلفهم من العمل ما لم يطيقوا ، فمر بهم موسى ، عليه السلام ، فـ { قَالَ } لهم { مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } فى التقديم : { ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ } على فرعون وقومه ، { وَٱصْبِرُوۤاْ } على البلاء ، { إِنَّ ٱلأَرْضَ } ، أرض مصر ، { للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ } ، يعنى الجنة { لِلْمُتَّقِينَ } [ آية : 128 ] ، يعنى للموحدين . فـ { قَالُوۤاْ أُوذِينَا } فى سببك { مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا } الرسالة ، يعنون الأذى قتل الأبناء وترك البنات ، { وَ } أوذينا { وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } بالرسالة ، يعنون حين كلفهم فرعون من العمل ما لم يطيقوا مضارة باتباعهم موسى ، عليه السلام ، قال موسى : { قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ } ، يعنى فرعون وقومه ، { وَيَسْتَخْلِفَكُمْ } من بعد هلاكهم ، { فِي ٱلأَرْضِ } ، يعنى أرض مصر ، { فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } [ آية : 129 ] ، فإنما قال لهم موسى ، عليه السلام ، ذلك من قول الله تعالى فى القصص : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِي ٱلأَرْضِ … } [ القصص : 5 ، 6 ] إلى آيتين ، ففعل الله ذلك بهم ، فأهلك عدوهم واستخلفهم فى الأرض ، فاتخذوا العجل .