Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 158-166)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي } الأموات ، { وَيُمِيتُ } الأحياء ، { فَآمِنُواْ } ، يعني فصدقوا { بِٱللَّهِ } أنه واحد لا شريك له ، { وَرَسُولِهِ } ، عليه السلام ، { ٱلنَّبِيِّ ٱلأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ } ، يعني الذي يصدق بالله بأنه واحد لا شريك له ، وبآياته ، يعني القرآن ، { وَٱتَّبِعُوهُ } ، يعني محمداً ، عليه السلام ، { لَعَلَّكُمْ } ، يعني لكي { تَهْتَدُونَ } [ آية : 158 ] من الضلالة . { وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ } ، يعني بني إسرائيل ، { أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ } ، يعني عصابة يدعون إلى الحق ، { وَبِهِ يَعْدِلُونَ } [ آية : 159 ] ، يعني الذين من وراء الصين اليوم ، القوم الذين أسرى بهم تحت الأرض ، وأخرج لهم نهراً من الأردن من رملٍ يسمى أردق من وراء الصين يجري كجري الماء ، أسرى الله بهم تحت الأرض سنة ونصفاً ، فإذا نزل عيسى ابن مريم كان معه يوشع بن نون ، وهم من آمن من أهل الكتاب . { وَقَطَّعْنَاهُمُ } ، يعني فرقناهم ، { ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً } ، يعني فرقاً ، { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ ٱسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ } في التيه ، { أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ } ، ففعل وكان من الطور ، { فَٱنبَجَسَتْ } ، يعني فانفجرت من الحجر ، { مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً } ماء بارداً فراتاً رواء بإذن الله ، وكان الحجر خفيفاً ، كل سبط من بني إسرائيل لهم عين تجرى لا يخالطهم غيرهم فيها ، فذلك قوله : { قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ } ، يعني كل سبط مشربهم ، { وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْغَمَامَ } بالنهار ، يعني سحابة بيضاء ليس فيها ماء تقيهم من حر الشمس وهم في التيه ، { وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْمَنَّ } ، يعني النرنجين ، { وَٱلسَّلْوَىٰ } طير أحمر يشبه السمان ، { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ } ، يعني من حلال ، { مَا رَزَقْنَاكُمْ } من المن والسلوى ، ولا تطغوا فيه ، يعني لا ترفعوا منه لغد ، فرفعوا وقددوا فدود عليهم ، يقول الله : { وَمَا ظَلَمُونَا } ، يعني وما ضرونا ، يعني وما نقصونا حين رفعوا وقددوا ودود عليهم ، { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [ آية : 160 ] ، يعني يضرون وينقصون . { وَ } اذكر { وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ ٱسْكُنُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ } ، بيت المقدس ، { وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ } أمرنا { حِطَّةٌ وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ } ، أي باب القرية ، { سُجَّداً } سجود انحناء ، { نَّغْفِرْ } بالنون والتاء مبنياً للمفعول ، { لَكُمْ خَطِيۤئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آية : 161 ] بالطاعة ثواباً . { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ } ، فقالوا : حبة في شعرة ، ودخلوا يزحفون على استاهم ، { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً } عذاباً { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ } [ آية : 162 ] . { وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ } ، اسمها أيلة ، على مسيرة يومين من البحر بين المدينة والشام ، مسخوا على عهد داود ، عليه السلام ، قردة ، يعني اليهود ، وإنما أمر الله النبى صلى الله عليه وسلم أن يسألهم : أمسخ الله منكم قردة وخنازير ؟ لأنهم قالوا : إنا أبناء الله وأحباؤه ، وإن الله لا يعذبنا في الدنيا ولا في الآخرة ؛ لأنا من سبط خليله إبراهيم ، ومن سبط إسرائيل ، وهو بكر نبيه ، ومن سبط كليم الله موسى ، ومن سبط ولده عزير ، فنحن من أولادهم ، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : { وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ } { ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ } ، إما عذبهم الله بذنوبهم . ثم أخبر عن ذنوبهم ، فقال : { إِذْ يَعْدُونَ فِي ٱلسَّبْتِ } ، يعني يعتدون ، { إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ } ، يعني السمك ، { يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً } ، يعني شارعة من غمرة الماء إلى قريب من الحذاء ، يعني الشط أمنت أن يصدن ، { وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ } ، يعني حين لا يكون يوم السبت ، { لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ } ، يعني هكذا ، { نَبْلُوهُم } ، يعني نبتليهم بتحريم السمك في السبت ، { بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } [ آية : 163 ] ، جزاء منا ، يعني بما كانوا يعصون . { وَإِذَا قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ } ، يعني عصابة منهم ، وهى الظلمة للواعظة ، { لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } ، وذلك أن الواعظة نهوهم عن الحيتان ، وخوفوهم فلم ينتبهوا ، فردت عليهم الواعظة ، { قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ } ، يعني ولكى ينتهوا فيؤخروا أو يعذبوا فينجوا ، { وَلَعَلَّهُمْ } ، يعني ولكى { يَتَّقُونَ } [ آية : 164 ] المعاصي . { فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } ، يعني فلما تركوا ما وعظوا به من أمر الحيتان ، { أَنجَيْنَا } من العذاب { ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ } ، يعني المعاصي ، { وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ، يعني وأصبنا الذين ظلموا ، { بِعَذَابٍ } ، يعني المسخ ، { بَئِيسٍ } ، يعني شديد ، { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [ آية : 165 ] ، يعني يعصون . { فَلَماَّ عَتَوْاْ } ، يعني عصوا ، { عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ } من الحيتان ، { قُلْنَا لَهُمْ } ليلاً : { كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } [ آية : 166 ] ، يعني صاغرين بعدما أصابوا الحيتان سنين ، ثم مسخوا قردة ، فعاشوا سبعة أيام ، ثم ماتوا يوم الثامن .