Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 175-177)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ } ، يعني أهل مكة { نَبَأَ } ، يعني حديث { ٱلَّذِيۤ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا } ، يعني أعطيناه الاسم الأعظم ، يعني بلعام بن باعورا بن ماث بن حراز بن آزر ، من أهل عمان ، وهي البلقاء التي كان فيها الجبارون بالشام ، فإنما سميت البلقاء من أجل أن ملكها رجل اسمه بالق ، وذلك أن الملك ، واسمه بانوس بن ستشروث ، قال لبلعام : ادع على موسى ، فقال بلعام : إنه من أهل دين لا ينبغي أن يدعي عليه ، فأمر الملك أن تنحت خشبة ليصلبه عليها ، فلما رأى ذلك ، خرج على أتان له ، ليدعو على موسى ، عليه السلام ، فلما عاين عسكره ، قامت به الأتان فضربها ، فقالت الأتان : لم تضربنى وهذه نار تتوقد قد منعتنى أن أمشى ، فارجع ، فرجع ، فأخبر الملك ، فقال له الملك : إما أن تدعو ، وإما أن أصلبك ، فدعا على موسى ، عليه السلام ، باسم الله الأعظم ألا يدخل المدينة ، فاستجاب الله له ، فبلغ موسى ، عليه السلام ، فدعا الله أن ينزع ذلك الاسم منه ، فنزع منه الاسم الأعظم ، فذلك قوله : { فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا } ، فنزعها الله منه ، يعني الآيات ، { فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } [ آية : 175 ] ، يعني من الضالين . { وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ } في الآخرة { بِهَا } بما علمناه من آياتنا ، يعني الاسم الأعظم في الدنيا ، { وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ } ، يعني رضي الدنيا ، وركن إليها ، { وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ } ، أي هوى الملك مع هواه ، { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ } بنفسك ودابتك تطرده ، { يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ } ، فلا تحمل عليه شيء { يَلْهَث } إذا أصابه الحر ، فهذا مثل الكافر إن وعظته ، فهو ضال ، وإن تركته فهو ضال ، مثل بلعام والكفار ، يعني كفار مكة ، { ذَّلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } ، يعني القرآن ، { فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ } ، يعني القرآن عليهم { لَعَلَّهُمْ } ، يعني لكي { يَتَفَكَّرُونَ } [ آية : 176 ] في أمثال الله فيعتبروا فيؤمنوا . ثم قال : { سَآءَ } ، يعني بئس { مَثَلاً ٱلْقَوْمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } ، يعني القرآن ، يعني كفارة مكة ، { وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ } [ آية : 177 ] ، يعني أنفسهم ضروا بتكذيبهم القرآن .