Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 94-102)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ } فكذبوه ، { إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } ، يعنى قحط المطر ، فأصابهم البؤس ، وهو الشدة ، والضر يعنى البلاء ، { لَعَلَّهُمْ } ، يعنى لكى ، { يَضَّرَّعُونَ } [ آية : 94 ] إلى ربهم فيوحدونه فيرحمهم . { ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلْحَسَنَةَ } ، يقول : حولنا مكان الشدة الرخاء ، { حَتَّىٰ عَفَوْاْ } ، يقول : حموا وسمتوا ، فلم يشكروا ربهم ، فقالوا من غيرتهم وجهلهم : { وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا } ، يعنى أصاب آباءنا ، { ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ } ، يعنى الشدة والرخاء مثل ما أصابنا ، فلم يك شيئاً ، يقول : { فَأَخَذْنَاهُمْ } بالعذاب { بَغْتَةً } ، فجأة ، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ آية : 95 ] أعز ما كانوا حتى ينزل بهم ، وقد أنذرتهم رسلهم العذاب من قبل أن ينزل بهم ، فذلك قوله : { ذٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ } بالشرك ، { وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ } [ الأنعام : 131 ] . ثم أخبر عنهم ، فقال : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ } التى عذبت ، { آمَنُواْ } بتوحيد الله ، { وَٱتَّقَواْ } الشرك ما قحط عليهم المطر ، و { لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } ، يعنى المطر ، { وَٱلأَرْضِ } ، يعنى النبات ، { وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُمْ } بالعذاب ، { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ آية : 96 ] من الشرك والتكذيب . { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً } ، يعنى عذابنا ليلاً ، { وَهُمْ نَآئِمُونَ } [ آية : 97 ] . { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى } ، يعنى عذابنا نهاراً ، { وَهُمْ يَلْعَبُونَ } [ آية : 98 ] ، يعنى لا هون عنه ، نظيرها فى طه : { وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } [ طه : 59 ] ، يعنى نهاراً . { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ } ، يعنى عذاب الله ، { إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ } [ آية : 99 ] . { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ } ، يعنى ورثوا الأرض ، { مِن بَعْدِ } هلاك { أَهْلِهَآ أَن لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَاهُمْ } بعذاب ، { بِذُنُوبِهِمْ } ، يخوف كفار مكة ، { وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } بالكفر ، { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } [ آية : 100 ] بالإيمان . ثم رجع إلى القرى الخالية التى عذبت ، فقال : { تِلْكَ ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا } ، يعنى حديثها ، { وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } ، يعنى بيان العذاب ، فإنه نازل بهم فى الدنيا ، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر كفار مكة أن العذاب نازل بهم ، فكذبوه بالعذاب ، فأنزل الله : { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ } ، يقول : فما كان كفار مكة ليؤمنوا ، يعنى ليصدقوا أن العذاب نازل بهم فى الدنيا بما كذبت به أوائلهم من الأمم الخالية من قبل كفار مكة حين أنذرتهم رسلهم العذاب ، يقول الله : { كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ } ، يعنى هكذا يختم الله بالكفر { عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلْكَافِرِينَ } [ آية : 101 ] . { وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ } ، وذلك أن الله أخذ ميثاق ذرية آدم على المعرفة ، فأقروا بذلك ، فلما بلغوا العمل نقضوا العهد ، { وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } [ آية : 102 ] .