Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 8-14)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقالت الجن : { وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً } من الملائكة { وَشُهُباً } [ آية : 8 ] من الكواكب فهي تجرح ونخيل ولا تقتل { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا } يعني من السماء قبل أن يبعث محد صلى الله عليه وسلم وتحرس السماء { مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ } إلى السماء إذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم { يَجِدْ لَهُ شِهَاباً } يعني رسيا من الكواكب و { رَّصَداً } [ آية : 9 ] من الملائكة وقالت الجن مؤمنوهم { وَأَنَّا لاَ نَدْرِيۤ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلأَرْضِ } بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فيكذبونه فيهلكهم { أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } [ آية : 10 ] يقول : أم أراد أن يؤمنوا فيهتدوا { وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ } يعني دون المسلمين كافرين ، فلذلك قوله : { كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً } [ آية : 11 ] يقول : أهل ملل شتى ، مؤمنين وكافرين ويهود ونصارى { وَأَنَّا ظَنَنَّآ } يقول : علمنا { أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلأَرْضِ } يعني أن لن نسبق الله في الأرض فنفوته { وَلَن نُّعْجِزَهُ } يعني ولن نسبقه { هَرَباً } [ آية : 12 ] فنفوته . ثم قال : { وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ } يعني القرآن { آمَنَّا بِهِ } يقول : صدقنا به أنه من الله تعالى { فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ } فمن يصدق بتوحيد الله عز وجل { فَلاَ يَخَافُ } في الآخرة { بَخْساً } يقول : لن ينقص من حسناته شيئاً ، ثم قال : { وَلاَ } يخاف { رَهَقاً } [ آية : 13 ] يقول : لا يخاف أن يظلم حسناته كلها حتى يجازى بعمله السىء كله ، مثل قوله تعالى : { فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً } [ طه : 112 ] أن ينقص من حسناته كلها ، ولا هضما أن يظلم من حسناته { وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ } يعني المخلصين ، هذا قول التسعة { وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ } يعني العادلين بالله وهم المردة { فَمَنْ أَسْلَمَ } يقول : فمن أخلص لله عز وجل من كفار الجن { فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } [ آية : 14 ] يعني أخلصوا بالرشد .