Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 1-7)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } [ آية : 1 ] يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن كفار مكة آذوه ، فانطلق إلى جبل حراء ليتوارى عنهم ، فبينما هو يمشى ، إذا سمع منادياً يقول : يا محمد ، فنظر يميناً وشمالاً وإلى السماء ، فلم ير شيئاً ، فمضى على وجهه ، فنودي الثانية : يا محمد ، فنظر يميناً وشمالاً ، ومن خلفه ، فلم ير شيئاً إلا السماء ، ففزع ، وقال : لعل هذا شيطان يدعوني ، فمضى على وجهه ، فنودى في قفاه : يا محمد ، يا محمد ، فنظر خلفه ، وعن يمينه ، ثم نظر إلى السماء ، فرأى مثل السرير بين السماء والأرض ، وعليه دربوكة قد غطت الأفق ، وعليه جبريل ، عليه السلام ، مثل النور المتوقد يتلألأ حتى كاد أن يغشى البصر ، ففزع فزعاً شديداً ، ثم وقع مغشياً عليه ولبث ساعة . ثم أفاق يمشى ربه رعدة شديدة ، ورجلاه تصطلكان راجعاً حتى دخل على خديجة ، فدعا بماء فصبه عليه ، فقال : درقونى ، فدثروه بقطيفة حتى استدفأ ، فلما أفاق ، قال : لقد أشفقت على نفسى ، قالت له خديجة : أبشر فوالله لا يسوؤك الله أبداً لأنك تصدق الحديث ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقرى الضيف ، وتعين على نوائب الخير . فأتاه جبريل ، عليه السلام ، وهو متقنع بالقطيفة ، فقال : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } بقطيفة ، المتقنع فيها { قُمْ فَأَنذِرْ } [ آية : 2 ] كفار مكة العذاب أن لم يوحدوا الله تعالى { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } [ آية : 3 ] يعني فعظم ، ولا تعظمن كفار مكة في نفسك ، فقام من مضجعه ذلك ، فقال : الله أكبر كبيراً ، فكبرت خديجة ، وخرجت وعلمت أنه قد أوحى إليه { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } [ آية : 4 ] يقول : طهر بالتوبة من المعاصي ، وكانت العرب تقول للرجل : إذا أذنب أنه دنس الثياب ، وإذا توفى ، قالوا : إنه لطاهر الثياب { وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } [ آية : 5 ] يعني الأوثان ، يساف ونائلة وهما صنمان عند البيت يمسح وجوههما من مر بهما من كفار مكة ، فأمر الله تبارك وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجتنبهما ، يعني بالرجز أوثان لا تتحرك بمنزلة الإبل ، يعني داء يأخذها ذلك الداء ، فلا تتحرك من وجع الرجز فشبه الآلهة بها . ثم قال : { وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } [ آية : 6 ] يقول : ولا تعط عطية لتعطى أكثر من عطيتك { وَلِرَبِّكَ فَٱصْبِرْ } [ آية : 7 ] يعزي نبيه صلى الله عليه سلم ليصبر على الأذى والتكذيب من كفار مكة .