Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 31-31)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال الله تعالى : { وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً } يعني خزان النار { وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ } يعني قلتهم { إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } حين ، قال : أبو الأشدين ، وأبو جهل ما قالا ، فأنزل الله تعالى في قول أبي جهل : ما لمحمد من الجنود إلا تسعة عشر ، { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } يقول : ما يعلم كثرتهم أحد إلا الله . وأنزل الله في قول أبي الأشدين : أنا أكفيكم منهم سبعة عشر : { عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ } [ التحريم : 6 ] { وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً } يعني خزان النار { وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ } يعني قلتهم { إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني أبا جهل ، وأبا الأشدين ، والمستهزئين من قريش ، { لِيَسْتَيْقِنَ } لكي يستيقين { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } يقول : ليعلم مؤمنو أهل التوراة أن الذي قال محمد صلى الله عليه وسلم حق ، لأن عدة خزان جهنم في التوراة تسعة عشر . { وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِيمَاناً } يعني تصديقاً ولا يشكوا في محمد صلى الله عليه وسلم بما جاء به { وَلاَ يَرْتَابَ } يقول : ولكى لا يرتاب يعني لكي لا يشك يقول : لئلا يشك { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } يعني أهل التوراة { وَ } لا يشك { وَٱلْمُؤْمِنُونَ } أن خزنة جهنم تسعة عشر { وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } يعني الشك ، وهم اليهود من أهل المدينة { وَٱلْكَافِرُونَ } من أهل مكة ، يعني مشركى العرب { مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً } يعني ذكره عدة خزنة جهنم ، يستقلونهم . يقول الله عز وجل : { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ } بهذا المثل { مَن يَشَآءُ } عن دينه { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } إلى دينه وأنزل في قول أبي جهل ، وأبي الأشدين ما لمحمد من الجنود إلا تسعة عشر ، فقال الله تعالى : { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } من الكثرة حين استقلوهم ، فقال أبو جهل لقريش : أيعجز … مثل ما قال في التقديم ، وقالوا ما قالوا . ثم رجع إلى سقر ، فقال : { وَمَا هِيَ } يعني سقر { إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ } [ آية : 31 ] يعني سقر تذكر وتفكر للعالم .