Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 18-30)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال ، يعني الوليد بن المغيرة : { إِنَّهُ فَكَّرَ } في أمر محمد صلى الله عليه وسلم فزعم أنه ساحر ، وقال مثل ما قالفي التقديم { وَقَدَّرَ } [ آية : 18 ] في قوله : إن محمداً يفرق بين الاثنين { فَقُتِلَ } يقول : فلعن { كَيْفَ قَدَّرَ } [ آية : 19 ] السحر { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } [ آية : 20 ] يعني ثم لعن كيف قدر { ثُمَّ نَظَرَ } [ آية : 21 ] فيما يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم من السحر { ثُمَّ عَبَسَ } وجهه يعني كلح كقوله : { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } [ عبس : 1 ] ، يعني كلح وجه ابن أم مكتوم { وَبَسَرَ } [ آية : 22 ] يعني وتغير لون وجهه { ثُمَّ أَدْبَرَ وَٱسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } [ آية : 26 ] يعني الباب الخامس من جهنم . ثم قال : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } [ آية : 27 ] ثم أخبر الله عنها تعظيماً لها ، لشدتها ليعذبه بها ، فقال : { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } [ آية : 28 ] يعني لا تبقى النار إذا رأتهم حتى تأكلهم ولا تذرهم إذا حلفوا لها حتى تواقعهم { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } [ آية : 29 ] محرقة للخلق { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [ آية : 30 ] يقول : في النار من الملائكة تسعة عشر خزنتها ، يعني مالكاً ، ومن ومعه ثمانية عشر ملكاً ، أعينهم كالبرق الخاطف ، وأنيابهم كالصياصى ، يعني مثل قرون البقر وأشعارهم تمس أقدامهم ، يخرج لهب النار من أفواههم ، ما بين منكبي أحدهم مسيرة سبعين سنة يسع كف أحدهم مثل ربيعة ومضر ، قد نزعت منهم الرأفة والرحمة غضاباً يدفع أحدهم سبعين ألفا ، فيلقيهم حيث أراد من جهنم ، فيهوى أحدهمفي جهنم مسيرة أربعين سنة ، لا تضرهم النار لأن نورهم أشد من حر النار ، ولولا ذلك لم يطيقوا دخول النار طرفة عين ، فلما قال الله : { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } ، قال أبو جهل بن هشام : يا معشر قريش ، ما لمحمد من الجنود إلا تسعة عشر ، ويزعم أنهم خزنة جهنم يخوفكم بتسعة عشر ، وأنتم ألدهم أيعجز كل مائة منكم أن تطبش بواحد منهم ، فيخرجوا منها . وقال أبو الأشدين ، اسمه أسيد بن كلدة بن خلف الجمحي : أنا أكفيكم سبعة عشر ، أحمل منهم عشرة على ظهري ، وسبعة على صدرى ، وأكفوني منهم اثنين ، وكان شديداً ، فسمي أبا الأشدين لشدته بذلك سمى ، وكنيته أبو الأعور .