Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 1-7)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ما أقسم الله باالكافرين في القرآن في غير هذه السورة قوله تعالى : { لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } [ آية : 1 ] نظيرها { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } [ البروج : 2 ] ، قال : وكان أهل الجاهلية ، إذا أراد الرجل أن يقسم قال : لا أقسم { وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ } [ آية : 2 ] يقول : أقسم : بالنفس الكافرة التي تلوم نفسها في الآخرة ، فتقول : { يٰلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } [ الفجر : 24 ] { يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ } [ الزمر : 56 ] ، يعني في أمر الله في الدنيا . { أَيَحْسَبُ } هذا { ٱلإِنسَانُ } يعني عدي بن ربيعة بن أبى سلمة ختن الأخنس بن شريق ، وكان حليفاً لبنى زهرة ، فكفر بالبعث ، " وذلك أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، حدثنى عن يوم القيامة متى يكون ؟ وكيف أمرها وحالها ؟ فأخبره النبى صلى الله عليه وسلم بذلك . فقال : لو عاينت ذلك اليوم سأؤمن بك ، ثم قال : يا محمد ، أو يجمع الله العظام يوم القيامة ؟ قال : " نعم " ، فاستهزأ منه " ، فأنزل الله جل وعز { لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ } [ آية : 3 ] يقول : أن لن نبعثه من بعد الموت ، فأقسم الله تعالى أن يبعثه كما كان . ثم قال : { بَلَىٰ قَادِرِينَ } يعني كنا قادرين { عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ } [ آية : 4 ] يعني أصابعه ، يعني على أن نلحق الأصابع بالراحة ونسويه حتى نجعله مثل خف البعير ، فلا ينتفع بها كما لا ينتفع البعير بها ما كان حياً ، نزلت هذه الآية في عدي بن ربيعة والأخنس بن شريق ، ثم قال : { بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ } يعني عدي بن ربيعة { لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } [ آية : 5 ] يعني تقديم المعصية وتأخير التوبة يوماً بيوم يقول : سأتوب ، حتى يموت على شر عمله ، وقد أهلك أمامه { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ } [ آية : 6 ] يعني يسأل عدي متى يوم القيامة ؟ تكذيباً بها ، فأخبر الله تعالى عن ذلك اليوم ، فقال : { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ } [ آية : 7 ] يقول : إذا شخص البصر ، فلا يطوف مما يرى من العجائب التي يراها مما كان يكفر بها في الدنيا أنه غير كائن مثلها في سورة { قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ } [ ق : 1 ] .