Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 8-21)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ } [ آية : 8 ] فذهب ضوءه { وَجُمِعَ } بين { ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } [ آية : 9 ] كالبقرتين المقرونتين يوم القيامة قياماً بين يدى الخلائق ، ثم ذكر فقال : { يَقُولُ } هذا { ٱلإِنسَانُ } المكذب بيوم القيامة { يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ } [ آية : 10 ] يعني أين المهرب حتى أحرز نفسي يقول الله تبارك وتعالى : { كَلاَّ لاَ وَزَرَ } [ آية : 11 ] يعني لا جبل يحرزك ، ويسمى حمير الجبل وزر ، ثم استأنف ، فقال : { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ } [ آية : 12 ] يعني المنتهى يومئذ إلى الله عز وجل لا تجد عنه مرحلا { يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ } لآخرته ، ثم قال : { وَ } { وَأَخَّرَ } [ آية : 13 ] من خير أو شر بعد موته في ديناه ، فاستن بها قوم بعده . يقول الله تعالى : { بَلِ ٱلإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } [ آية : 14 ] وذلك حين كتمت الألسن في سورة الأنعام ، وختم الله عليها في سورة { يسۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } ، فقال { ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ } [ يس : 65 ] ، فنطقت الجوارح على الألسن بالشرك في هذه السورة ، فلا شاهد أفضل من نفسك ، فذلك قوله تبارك وتعالى : { بَلِ ٱلإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } يعني جسده وجوارحه شاهدة عليه بعمله ، فذلك قوله تبارك وتعالى : { كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً } يعني شاهداً ، ثم قال : { وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ } [ آية : 15 ] ولو أدلى بحجته لم تنفعه ، وكان جسده عليه شاهداً { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ } في قلبك يا محمد { وَقُرْآنَهُ } [ آية : 17 ] حتى نقريكه حتى تعلمه وتحفظه في قلبك { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ } يقول : فإذا تلوناه عليك يقول : إذا تلا عليك جبريل صلى الله عليه وسلم { فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ } [ آية : 18 ] يقول : فاتبع ما فيه ، وذلك أن جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي ، فإذا قرأه عليه تلاه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يفرغ جبريل من الوحي مخافة أن لا يحفظه ، فقال الله تعالى : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ } بتلاوته قبل أن يفرغ جبريل صلى الله عليه وسلم { لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ } في قلبك { وَقُرْآنَهُ } عليك ، يعني نقريكه حتى تحفظه . { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } [ آية : 19 ] يعني أن نبين لك حلاله وحرامه ، كما قال الله تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } [ الأعلى : 14 ، 15 ] يقول الله تعالى في هذه السورة { كَلاَّ بَلْ } لا تزكون ، ولا تصلون ، و { تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } [ آية : 20 ] يعني كفار مكة ، تحبون الدنيا { وَتَذَرُونَ } عمل { ٱلآخِرَةَ } [ آية : 21 ] يقول : تختارون الحياة الدنيا على الآخرة ، فلا تطلبونها ، نظيرها في { هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ } { تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ ٱلآخِرَةَ } [ القيامة : 20 ، 21 ] .