Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 24-50)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال : { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ آية : 24 ] قال : { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً } [ آية : 25 ] { أَحْيَآءً وَأَمْواتاً } [ آية : 26 ] يقول : أليس قد جعل لكم الأرض كفاتاً لكم ، تدفنون فيها ، أمواتكم وتبثون عليها أحياءكم ، وتسكنون عليها فقد كفت الموتى والأحياء ، فقال : { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ } وهي جبال راسخة في الأرض أوتادا ، ثم قال : { وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } [ آية : 27 ] يقول : ماء حلوا { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ آية : 28 ] بالبعث وقد علموا أن الله تعالى قد خلق هذه الأشياء كلها ، قوله : { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [ آية : 29 ] في الدنيا أنه غير كائن وهي النار وذلك أنه إذا انطلق أهل النار وهي تهمهم ، زفرت جهنم زفرة واحدة فيخرج عنق فيحيط بأهلها ، ثم تزفر زفرة أخرى فيخرج عتق لها من نار وتحيط بهم ، ثم تزفر الثالثة فيخرج عنق فيحيط بالآخرين فتصير حولهم سرادق من نار فيخرج دخان من جهنم فيقوم فوقهم ، فيظن أهلها أنه ظل وأنه سينفعهم من هذه النار ، فينطلقون كلهم أجمعهم فيستظلون تحتها ، فيجدونها أشد حراً من السرادق ، فذلك قوله : { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } وهو شعب بجهنم ، أنهم كذبوا الرسل في الدنيا بأن العذاب في الآخرة ليس كائن ، فتقول لهم الملائكة الخزان { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ } [ آية : 30 ] لأنها تنقطع ثلاث قطع . قوله : { لاَّ ظَلِيلٍ } يقول : لا بارد { وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ } [ آية : 31 ] يقول : من ذلك السرادق الذى قد أحاط حولهم ، ثم ذكر الظل فقال : { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ } [ آية : 32 ] وهو أصول الشجر يكون في البرية ، فإذا جاء الشتاء قطعت أغصانها فتبقى أصولها ، فيحرقها البرد فتسود فتراها في البرية كأمثال الجمال إذا انيخت في البرية ، فذلك قوله : { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ } { كَأَنَّهُ جِمَالات صُفْرٌ } [ آية : 33 ] يقول : كأنها جمال سوداء إذا رأيتها من مكان بعيد { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ آية : 34 ] بالبعث ، ثم ذكر الويل متى يكون ؟ فقال : { هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } [ آية : 35 ] { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ } في الكلام { فَيَعْتَذِرُونَ } [ آية : 36 ] فقال أن تعتذروا { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ آية : 37 ] بالبعث ، ثم قال إن : { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } وهو يوم القيامة وهو يوم الدين { جَمَعْنَاكُمْ } يا معشر أهل مكة ، وسائر الناس ممن بعدكم { وَٱلأَوَّلِينَ } [ آية : 38 ] الذين كذبوا بالبعث من قبلكم من الأمم الخالية { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } [ آية : 39 ] يقول : إن كان لكم مكر مكروا { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ آية : 40 ] بالبعث . قوله : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } يعني به الموحدين { فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ } [ آية : 41 ] يعني في جنات ، يقول : في البساتين ونعيم فهو اللباس الذى يلبسون من سندس واستبرق والحرير والنساء { وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } [ آية : 42 ] { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ آية : 43 ] من الحسنات في دار الدينا ، ثم يا محمد { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آية : 44 ] يقول : هكذا نجزي المحسنين من أمتك بأعمالهم في الجنة ، ثم قال تعالى : { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ آية : 45 ] بالعبث { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } [ آية : 46 ] فيحل بكم ما أحل بالذين من قبلكم من العذاب { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ آية : 47 ] قال : { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ } [ آية : 48 ] يعني الصلوات الخمس ، قالوا : لا نصلي إلا أن يكون بين أيدينا أوثاناً { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ آية : 49 ] بالبعث { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 50 ] يعني بالقرآن .