Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 31-40)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم ذكر المؤمنين فقال : { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } [ آية : 31 ] يعني النجاة من ذلك العذاب الذي سماه للطاغين قال : { حَدَآئِقَ } يعني البساتين قد حدقت حواليها الحيطان { وَأَعْنَاباً } [ آية : 32 ] يعني الفواكة { وَكَوَاعِبَ } يعني النساء الكاعبة يعني عذارى يكسن في الجنة للرجال وقسموا لهن { أَتْرَاباً } [ آية : 33 ] يعني مستويات على ميلاد واحد بنات ثلاث وثلاثين سنة ، وذلك أن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة قام ملك على قصر من ياقوت شرفه كاللؤلؤ المكنون فينادى بصوت رفيع يسمع أهل الجنة أولهم وآخرهم وأسفلهم وأعلاهم ، فيقول أين الذين كانوا نزهوا أسماعهم عن قينات الدنيا ومعازفها ، قال ويأمر الله عز وجل جوارى فيرفعن أصواتهن جميعاً . ثم قال : { وَكَأْساً دِهَاقاً } [ آية : 34 ] يعني وشراباً كثيراً { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا } إذا شربوا { لَغْواً } يعني حلف الباطل { وَلاَ كِذَّاباً } [ آية : 35 ] يقول : ولا يكذبون على شرابهم كما يكذب أهل الدنيا إذا شربوا ، ثم جمع أهل النار ، وأهل الجنة ، فقال : { جَزَآءً } يعني ثوابا { مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً } [ آية : 36 ] يعني يحاسب المسيئين فيجازيهم بالنار ، ويحاسب المؤمنين فيجازيهم بالجنة ، فأعطى هؤلاء وهؤلاء جزاءهم ولم يظلم هؤلاء المعذبين شيئاً ، فذلك قوله : { عَطَآءً حِسَاباً } نظيرها في الشعراء : { إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّي } [ الآية : 113 ] يقول : إن جزاؤهم إلا على ربي ، ثم عظم الرب تعالى نفسه ودل على صنعه فقال : { رَّبِّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } يعني الشمس والقمر ، والنجوم ، والسحاب ، والرياح ، قال : هو { ٱلرَّحْمَـٰنِ } الرحيم ، وهم { لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } [ آية : 37 ] يعني المناجاة ، إذا استوى للحساب ثم أخبرهم متى يكون ذلك ؟ فقال : { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ } وهو الملك الذي قال الله عز وجل عنه : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ } [ الإسراء : 85 ] وجهه وجه آدم ، عليه السلام ، ونصفه من نار ، ونصفه من ثلج ، فيسبح بحمد ربه ويقول : رب كما ألفت بين هذه النار وهذا الثلج ، تذيب هذه النار هذا الثلج ، ولا يطفىء هذا الثلج هذه النار ، فكذلك ألف بين عبادك المؤمنين فاختصه الله تعالى من بين الخلق من عظمه ، فقال : { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ } ثم انقطع الكلام ، فقال : { وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ } من الخوف أربعين عاماً ، { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ } بالكلام { وَقَالَ صَوَاباً } [ آية : 38 ] يعني شهادة ألا إله إلا الله ، فذلك الصواب { ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ } لأن العرب قالوا : إن القيامة باطل ، فذلك قوله : { ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ } { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً } [ آية : 39 ] يعني منزلة يعني الأعمال الصالحة ، ثم خوفهم أيضاً العذاب في الدنيا فقال : { إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً } يعني في الدنيا القتل ببدر ، وهلاك الأمم الخالية ، وإنما قال قريباً لأنها أقرب من الآخرة ، ثم رجع إلى القول الأول حين قال : { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً } فقال : { يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } يعني الإنسان الخاطىء يرى عمله أسود مثل الجبل { وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً } [ آية : 40 ] وذلك أن الله عز وجل يجمع الوحوش والسباع يوم القيامة فيقتص لبعضهم من بعض حقوقهم ، حتى ليأخذ للجماعة من القرناء بحقها ، ثم يقول لهم : كونوا تراباً فيتمنى الكافر لو كان خنزيراً في الدنيا ثم صار تراباً كما كانت الوحوش والسباع ثم صارت تراباً .