Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 15-26)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } [ آية : 15 ] قبل هذا { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِي ٱلْمُقَدَّسِ } يقول : بالوادى المطهر اسمه { طُوًى } [ آية : 16 ] لأن الله عز وجل طوى عليه القدس ، وكان نداؤه إياه أنه قال : يا موسى ، فناداه من الشجرة ، وهي الشمران ، فقال : يا موسى ، إنى أنا ربك ، يا موسى ، { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } [ آية : 17 ] يقول : إنه قد بلغ من طغيانه أنه عبد ، وفى قراءة ابن مسعود " طغى " لأنه لم يعبد صنما قط ولكنه دعا الناس إلى عبادته ، فذلك قوله : { إِنَّهُ طَغَىٰ } { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } [ آية : 18 ] يقول : هل لك أن تصلح ما قد أفسدت ، يقول : وأدعوك لتوحيد الله { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ } إلى عظمته { فَتَخْشَىٰ } [ آية : 19 ] يخبر الله عز وجل محمداً صلى الله عليه وسلم بخبره ، قال له فرعون : ما هى ؟ قال : { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } [ آية : 20 ] وهي اليد والعصا أخرج يده بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يغشى البصر ، فكانت اليد أعظم وأعجب من العصا من غير سوء يعني من غير برص ، قال : { فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } [ آية : 21 ] وزعم أنه ليس من الله عز وجل { وَعَصَىٰ } فقال : إنه سحر ، { وَعَصَىٰ } أيضاً يعني استعصى عن الإيمان ، قال : { ثُمَّ أَدْبَرَ } عن الحق { يَسْعَىٰ } [ آية : 22 ] يعني في جمع السحر فهو قوله : { فَجَمَعَ كَيْدَهُ } [ طه : 6 ] ثم أتى بهم { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ } [ آية : 23 ] يقول حشر القبط { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [ آية : 24 ] وذلك أن موسى صلى الله عليه وسلم قال لفرعون : لك ملكك فلا يزول ، ولك شبابك فلا تهرم ، ولك الجنة إذا مت ، على أن تقول ربي الله وأنا عبده ، فقال فرعون : إنك لعاجز بيننا يكون الرجل ربا يعبد حتى يكون له رب ، فقال ، فرعون : { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } يقول : ليس لي رب فوق ، فذلك الأعلى { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ } بعقوبة قوله : { نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } [ آية : 25 ] وكان بينهما أربعين سنة ، الأولى قوله : { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } [ القصص : 38 ] والآخرة قوله { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } ثم قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ } يقول : إن في هلاك فرعون وقومه { لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } [ آية : 26 ] يعني لمن يذكر الله تعالى ، يقول : لمن يخشى عقوبة الله تعالى ، مثل ما فعل آل فرعون فلا يشرك ، يخوف كفار مكة لئلا يكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم فيجازيهم مثل ما حل بقوم فرعون من العذاب .