Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 6-14)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وأما قوله تعالى : { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } [ آية : 6 ] وهي النفخة الأولى وإنما سميت الراجفة لأنها تميت الخلق كلهم ، كقوله : { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } [ الأعراف : 78 ] يعني الموت ، من فوق سبع سموات من عند العرش فيموت الخلق كلهم . { تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } [ آية : 7 ] وهي النفخة الثانية أردفت النفخة الأولى بينهما أربعون سنة ، أسمعت الخلائق وهي عند صخرة بيت المقدس ، وذلك أنه ينزل إسرافيل وترتفع أرواح الكفار من تحت الأرض السفلى إلى واد يقال له : برهوت ، وهو بحضرموت ، وهو كأشر وادٍ في الأرض ، وتنزل أرواح المؤمنين من فوق سبع سموات إلى واد يقال له : الجابية ، وهو بالشام ، وهو خير واد في الأرض فيأخذ هؤلاء وهؤلاء جميعها إسرافيل فيجعلهم في القرن وهو الصور فينفخ فيه ، فيقول أيتها العظام البالية ، وأيتها العروق المنقطعة ، وأيتها اللحوم المتمزقة ، اخرجوا من قبوركم لتجازوا بأعمالكم ، ثم قال : { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } [ آية : 8 ] يعني خائفة { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } [ آية : 9 ] يعني ذليلة مما رأت عند معاينة النار ، فخضعت كقوله : { خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ } مما ترى من العجائب ومما ترى من أمر الآخرة . ثم أخبر الله عز وجل كفار مكة فقال : { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } [ آية : 10 ] تعجباً منها ، فيها تقديم ، يقولون إنا لراجعون على أقدامنا إلى الحياة بعد الموت ، هذا قول كفار مكة ، { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } [ آية : 11 ] يعني بالية ، أى : أنا لا نبعث خلقاً كما كنا { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } [ آية : 12 ] قالوا إن بعثنا ، بعد الموت إنا إذا لخاسرون يعني هالكون ، ثم قال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } [ آية : 13 ] يقول : فإنما هي صيحة واحدة من إسرافيل ، عليه السلام ، فيسمعونها وهم في بطن الأرض أمواتاً ولا ثنيها { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } [ آية : 14 ] يعني الأرض الجديدة التي تبسط على هذه الأرض فيسلها الله عز وجل من تحتها كما يسل الثوب الخلق البالى ، فذلك قوله : { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } يقول بالأرض الأخرى واسمها الساهرة .