Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 41-44)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱعْلَمُوۤا } يخبر المؤمنين { أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ } يوم بدر ، { فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ } ، يعني قرابة النبي صلى الله عليه وسلم ، { وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } ، يعني الضعيف نازل عليك ، { إِن كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِٱللَّهِ } ، يعني صدقتم بتوحيد الله وصدقتم بـ { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا } من القرآن { يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ } ، يعني يوم النصر فرق بين الحق والباطل ، فنصر النبي صلى الله عليه وسلم وهزم المشركين ببدر { يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ } ، يعني جمع النبي صلى الله عليه وسلم ببدر ، وجمع المشركين ، فأقروا الحكم لله في أمر الغنيمة والخمس ، وأصلحوا ذات بينكم ، { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آية : 41 ] ، يعني قادر فيما حكم من الغنيمة والخمس . ثم أخبر المؤمنين عن حالهم التى كانوا عليها ، فقال : أرأيتم معشر المؤمنين : { إِذْ أَنتُمْ بِالْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا } ، يعني من دون الوادي على شاطئ مما يلي المدينة ، { وَهُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَىٰ } من الجانب الآخر مما يلي مكة ، يعني مشركي مكة ، فقال : { وَٱلرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ } ، يعني على ساحل البحر أصحاب العير أربعين راكباً أقبلوا من الشام إلى مكة ، فيهم : أبو سفيان ، وعمرو بن العاص ، ومخرمة بن نوفل ، وعمرو بن هشام ، { وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ } أنتم والمشركون ، { لاَخْتَلَفْتُمْ فِي ٱلْمِيعَادِ وَلَـٰكِن } الله جمع بينكم وبين عدوكم على غير ميعاد ، أنتم ومشركو مكة ، { لِّيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً } فى علمه ، { كَانَ مَفْعُولاً } ، يقول : أمراً لا بد كائناً ؛ ليعز الإسلام وأهله ، ويذل الشرك وأهله ، { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ } بالإيمان { مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ آية : 42 ] . { إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ } يا محمد في التقديم { فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً } ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى فى المنام أن العدو قليل قبل أن يلتقوا ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما رأى ، فقالوا : رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حق والقوم قليل ، فلما التقوا ببدر قلل الله المشركين فى أعين الناس ، لتصديق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : { وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً } حين عاينتموهم { لَّفَشِلْتُمْ } ، يعني لجبنتم وتركتم الصف ، { وَلَتَنَازَعْتُمْ } ، يعني واختلفتم ، { فِي ٱلأَمْرِ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ } ، يقول : أتم المسلمون أمرهم على عدوهم ، فهزموهم ببدر ، { إِنَّهُ } الله { عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } [ آية : 43 ] ، عليم بما فى قلوب المؤمنين من أمر عدوهم . { وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِيۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ } يا معشر المسلمين { فِيۤ أَعْيُنِهِمْ } ، يعنى فى أعين المشركين ، وذلك حين التقوا ببدر ، قلل الله العدو فى أعين المؤمنين ، وقلل المؤمنين فى أعين المشركين ليجترئ بعضهم على بعض في القتال ، { لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً } فى علمه { كَانَ مَفْعُولاً } ، ليقضي الله أمراً لا بد كائناً ليعز الإسلام بالنصر ويذل أهل الشرك بالقتل والهزيمة ، { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } [ آية : 44 ] ، يقول : مصير الخلائق إلى الله عز وجل ، فلما رأى عدو الله أبو جهل وقتله .