Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 50-54)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فلما قتل هؤلاء النفر من المشركين ، ضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم ، فذلك قوله عز وجل : { وَلَوْ تَرَىٰ } يا محمد ، { إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بتوحيد الله { ٱلْمَلاۤئِكَةُ } ، يعني ملك الموت وحده ، { يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } فى الدنيا ، ثم انقطع الكلام ، فلما كان يوم القيامة دخلوا النار ، تقول لهم خزنة جهنم : { وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } [ آية : 50 ] . { ذٰلِكَ } العذاب { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } من الكفر والتكذيب ، { وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } [ آية : 51 ] ، يقول : ليس يعذبهم على غير ذنب . ثم نعتهم ، فقال : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } ، يقول : كأشباه آل فرعون فى التكذيب والجحود ، { وَ } كأشباه { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ، أي من قبل فرعون وقومه من الأمم الخالية ، قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، وإبراهيم ، وقوم شعيب ، { كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } ، يعني بعذاب الله بأنه ليس بنازل بهم فى الدنيا ، { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ } ، يعني فأهلكهم الله ، { بِذُنُوبِهِمْ } ، يعني بالكفر والتكذيب ، { إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ } في أمره حين عذبهم ، { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [ آية : 52 ] إذا عاقب . { ذٰلِكَ } العذاب { بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ } على أهل مكة ، أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف ، ثم بعث فيهم محمداً رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهذه النعمة التى غيروها ، فلم يعرفوا ربها ، فغير الله ما بهم من النعم ، فذلك قوله : { حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ آية : 53 ] . ثم قال : { كَدَأْبِ } ، يعنى كأشباه { آلِ فِرْعَوْنَ } وقومه فى الهلاك ببدر ، { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ، يعني الذين قبل آل فرعون من الأمم الخالية ، { كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ } ، يعني بعذاب ربهم فى الدنيا بأنه غير نازل بهم ، { فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } ، يقول : فعذبناهم بذنوبهم فى الدنيا وبكفرهم وبتكذيبهم ، { وَأَغْرَقْنَآ آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ } ، يعني آل فرعون والأمم الخالية الذين كذبوا فى الدنيا ، { كَانُواْ ظَالِمِينَ } [ آية : 54 ] ، يعني مشركين .