Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 5-8)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِٱلْحَقِّ } ، وذلك " أن عير كفار قريش جاءت من الشام تريد مكة فيها أبو سفيان بن حرب ، وعمرو بن العاص ، وعمرو بن هشام ، ومخرمة بن نوفل الزهري ، في العير ، فبلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدهم ، فبعثوا عمرو بن ضمضم الغفاري إلى مكة مستغيثاً ، فخرجت قريش ، وبعث النبى صلى الله عليه وسلم عدي بن أبي الزغفاء عيناً على العير ؛ ليعلم أمرهم ، ونزل جبريل ، عليه السلام ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعير أهل مكة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " إن الله يعدكم إحدى الطائفتين ، إما العير ، وإما النصر والغنيمة ، فما ترون ؟ ، فأشاروا عليه ، بل نسير إلى العير ، وكرهوا القتال ، وقالوا : إنا لم نأخذ أهبة القتال ، وإنما نفرنا إلى العير ، ثم أعاد النبي صلى الله عليه وسلم المشورة ، فأشاروا عليه بالعير " " . فقال سعد بن عبادة الأنصاري : يا رسول الله ، انظر أمرك فامض له ، فوالله لو سرت بنا إلى عدن ما تخلف عنك رجل من الأنصار ، ففرح النبى صلى الله عليه وسلم ، حتى عرف السرور فى وجهه ، فقال المقداد بن الأسود الكندى : إنا معك ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال لهم معروفاً ، فأنزل الله عز وجل : { كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِٱلْحَقِّ } { وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ } [ آية : 5 ] للقتال ، فلذلك { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ } في أمر الغنيمة ، فيها تقديم . ثم قال : { يُجَادِلُونَكَ فِي ٱلْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ } لهم أنك لا تصنع إلا ما أمرك الله ، { كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ } [ آية : 6 ] . { وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّائِفَتِيْنِ } العير أو هزيمة المشركين وعسكرهم ، { أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ } ، يعني العير ، { تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } يقول : يحقق الإسلام بما أنزل إليك ، { وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَافِرِينَ } ، يعنى أصل الكافرين ببدر . { لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ } ، يعنى الإسلام ، { وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ } ، يعني الشرك ، يعني عبادة الشيطان ، { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } ، يعني كفار مكة .