Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 60-63)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال : { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ } ، يعني السلاح ؛ وهو الرمي ، { وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } ، يعني كفار العرب ، { وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ } ، يقول : لا تعرفهم يا محمد ، يقول : ترهبون فيما استعددتم به آخرين من دون كفار العرب ، يعني اليهود ، لا تعرفهم يا محمد ، { ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } ، يقول : الله يعرفهم ، يعني اليهود ، ثم قال : { وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ } من أمر السلاح والخيل ، { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ } ، يقول : يوفر لكم ثواب النفقة ، { وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } [ آية : 60 ] ، يقول : وأنتم لا تنقصون يوم القيامة . ثم ذكر يهود قريظة ، فقال : { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا } ، يقول : إن أرادوا الصلح فأرده ، ثم نسختها الآية التي في سورة محمد صلى الله عليه وسلم : { فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ } [ محمد : 35 ] ، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم : { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } ، يقول وثق بالله ، فإنه معك فى النصر إن نقضوا الصلح ، { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لما أرادوا من الصلح ، { ٱلْعَلِيمُ } [ آية : 61 ] به . ثم قال : { وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ } يا محمد بالصلح لتكف عنهم ، حتى إذا جاء مشركو العرب ، أعانوهم عليك ، يعني يهود قريظة ، { فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ } ، يعني هو الذى قواك { بِنَصْرِهِ } ، يعني جبريل ، عليه السلام ، وبمن معه ، { وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ } [ آية : 62 ] من الأنصار يوم بدر ، وهو فاعل ذلك أيضاً ، وأيدك على يهود قريظة . ثم ذكر الأنصار ، فقال : { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } بعد العداوة التى كانت بينهم فى أمر شمير وحاطب ، فقال : { لَوْ أَنفَقْتَ } يا محمد على أن تؤلف بين قلوبهم { مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ } بعد العداوة في دم شمير وحاطب بالإسلام ، { إِنَّهُ عَزِيزٌ } ، يعني منيع فى ملكه ، { حَكِيمٌ } [ آية : 63 ] فى أمره ، حكم الألفة بين الأنصار بعد العداوة .