Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 70-71)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وأمر ابني أخيه فأسلما ، ففيهما نزلت : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيۤ أَيْدِيكُمْ مِّنَ ٱلأَسْرَىٰ } ، يعني العباس وابني أخيه : { إِن يَعْلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً } ، يعني إيماناً ، كقوله : { لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً } [ هود : 31 ] ، يعني إيماناً ، وهذا في هود ، { يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ } من الفداء ، فوعدهم الله أن يخلف لهم أفضل ما أخذ منهم ، { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } ذنوبكم ، { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } لما كان منهم من الشرك من ذنوبهم ، ذو تجاوز ، { رَّحِيمٌ } [ آية : 70 ] بهم في الإسلام . { وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ } ، يعني الكفر بعد إسلامهم واستحيائك إياهم : { فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ } ، يقول : فقد كفروا بالله من قبل هذا الذي نزل بهم ببدر ، { فَأَمْكَنَ } الله { مِنْهُمْ } النبى ، عليه السلام ، يقول : إن خانوا أمكنتك منهم فقتلتهم وأسرتهم كما فعلت بهم ببدر ، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بخلفه ، { حَكِيمٌ } [ آية : 71 ] فى أمره ، حكم أن يمكنه منهم . فقال العباس بعد ذلك : لقد أعطاني الله خصلتين ، ما من شىء هو أفضل منهما ، أما أحدهما : فالذهب الذى أخذ مني ، فآتاني الله خيراً منه عشرين عبداً ، وأما الثانية : فتنجيز موعود الله الصادق ، وهو المغفرة ، فليس أحد أفضل من هذا . ومن كان من أسارى بدر وليس له فدى ، فإنه يدفع إليه عشرة غلمان يعلمهم الكتاب ، فإذا حذقوا برئ الأسير من الفداء ، وكان أهل مكة يكتبون ، وأهل المدينة لا يكتبون ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد استشار أصحابه فى أسارى بدر ، فقال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم : اقتلهم ، فإنهم رءوس الكفر وأئمة الضلال ، وقال أبو بكر : لا تقتلهم ، فقد شفى الله الصدور وقتل المشركين وهزمهم ، فآدهم أنفسهم ، وليكن ما نأخذ منهم فى قوة المسلمين وعوناً على حرب المشركين ، وعسى الله أن يجعلهم أعواناً لأهل الإسلام فيسلموا . فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم بقول أبي بكر الصديق ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم رحيماً ، وأبو بكر أيضاً رحيماً ، وكان عمر ماضياً ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بقول أبي بكر ، ففاداهم ، فأنزل الله عز وجل : توفيقاً لقول عمر : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ } ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " أحمد الله إن ربك واتاك على قولك " ، فقال عمر : الحمد لله الذى واتاني على قولي فى أسارى بدر ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو نزل عذاب من السماء ؛ ما نجا منا أحد إلا عمر بن الخطاب ، إنه نهاني فأبيت "