Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 80, Ayat: 1-7)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } [ آية : 1 ] يقول : عبس بوجهه وأعرض إلى غيره نزلت في عبد الله بن أبي مسرح الأعمر ، وأمه أم مكتوم ، اسمه عمرو بن قيس بن زائدة بن رواحة بن الأصم بن حجر بن عبد ود بن بغيض بن عامر بن لؤى بن غالب . وأما أم مكتوم : اسمها عاتكة بنت عامر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى ، وذلك أنه ذات يوم كان جالساً في المسجد وحده ليس معه ثان وكان رجلا مكفوف البصر ، إذ نزل ملكان من السماء ليصليا في المسجد الحرام ، فقالا : من هذا الأعمى الذي لا يبصر في الدنيا ولا في الآخرة ؟ قال أحدهما : ولكن أعجب من أبي طالب يدعو الناس إلى الإسلام ! وهو لا يبصرهما ، ويسمع ذلك ، فقام عبدالله حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا معه أمية بن خلف ، والعباس بن عبدالمطلب وهما قيام بين يديه يعرض عليهما الإسلام ، فقال عبدالله : يا محمد ، قد جئتك تابئاً فهل لي من توبة ؟ فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه عنه ، وأقبل بوجهه إلى العباس وأمية بن خلف ، فكرر عبدالله كلامه فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه وكلح فاستحيى عبدالله وظن أنه ليس له توبة فرجع إلى منزله ، فأنزل الله عز وجل فيه : { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } يعني كلح النبي صلى الله عليه وسلم وتولى { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } [ آية : 2 ] ثم قال : { وَمَا يُدْرِيكَ } يا محمد { لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } [ آية : 3 ] يقول : لعله أن يؤمن فيصلى فيتذكر في القرآن بما قد أفسد { أَوْ يَذَّكَّرُ } في القرآن { فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } [ آية : 4 ] يعني الموعظة ، يقول : أن تعرض عليه الإسلام فيؤمن فتنفعه تلك الذكرى { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } [ آية : 5 ] عن الله في نفسه يعني أمية بن خلف { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } [ آية : 6 ] يعني تدعو وتقبل بوجهك { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } [ آية : 7 ] يقول : وما عليك ألا يؤمن ولا يصلح ما قد أفسد ، هؤلاء النفر .