Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 8-23)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } [ آية : 8 ] في الحر { وَهُوَ يَخْشَىٰ } [ آية : 9 ] الله يعني بن أم مكتوم { فَأَنتَ عَنْهُ } يا محمد { تَلَهَّىٰ } [ آية : 10 ] يعني تعرض بوجهك عنه ، ثم وعظ الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يقبل على من استغنى عنه فقال : لا تقبل عليه ولا تعرض عن من جاءك يسعى ، ولا تقبل على من استغنى وتعرض عن من يخشى ربه ، فلما نزلت هذه الآية في ابن مكتوم ، أكرمه النبي صلى الله عليه وسلم واستخلفه بعد ذلك على المدينة مرتين في غزواته ، ثم انقطع الكلام ، ثم استأنف فقال : { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } [ آية : 11 ] يعني آيات القرآن { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } [ آية : 12 ] يعني الرب تعالى نفسه ، يقول : من شاء الله تعالى فهمه يعني القرآن ، يقول من شاء ذكر ، أن يفرض الأمر إلى عباده . ثم قال : إن هذا القرآن { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ } [ آية : 13 ] يعني في كتب مكرمة { مَّرْفُوعَةٍ } يعني به اللوح المحفوظ ، مرفوعة فوق السماء الرابعة نظيرها ، في الواقعة عند الله { مُّطَهَّرَةٍ } [ آية : 14 ] من الشرك والكفر { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } [ آية : 15 ] يعني تلك الصحف بأيدي كتبة كرام مسلمين ، ثم اثنى على الملائكة الكتبة ، فقال : { كِرَامٍ } يعني مسلمين ، وهم الملائكة { بَرَرَةٍ } [ آية : 16 ] يعني مطيعين لله تعالى أنقياء أبرار من الذنوب ، وكان ينزل إليهم اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ، إلى الكتبة من الملائكة ، ثم ينزل به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم انقطع الكلام ، فذلك قوله : { قُتِلَ ٱلإِنسَانُ } يعني لعن الإنسان { مَآ أَكْفَرَهُ } [ آية : 17 ] يقول : الذي أكفره ، " نزلت هذه الآية في عتبة بن أبى لهب بن عبدالمطلب ، وذلك أنه كان غضب على أبيه فأتى محمداً صلى الله عليه وسلم فآمن به ، فلما رضي أبوه عنه وصالحه وجهزه وسرحه إلى الشام بالتجارات فقال : بلغوا محمداً عن عتبة أنه قد كفر بالنجم ، فلما سمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " اللهم سلط عليه كلبك يأكله " فنزل ليلا في بعض الطريق فجاء الأسد فأكله " ، ثم قال وهو يعلم : { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } [ آية : 18 ] فأعلمه كيف خلقه ليعتبر في خلقه فقال : { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } [ آية : 19 ] في بطن أمه من نطفة ، ثم من عقلة ، ثم من مضغة ، ثم عظماً ، ثم روحاً ، فقدر هذا الخلق في بطن أمه ثم أخرج من بطن أمه { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } [ آية : 20 ] يعني هون طريقه في الخروج من بطن أمه يقول يسره للخروج أفلا يعتبر فيوحد الله في حسن خلقه فيشكر الله في نعمه { ثُمَّ أَمَاتَهُ } عند أجله { فَأَقْبَرَهُ } [ آية : 21 ] . { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } [ آية : 22 ] في الآخرة يعني إذا شاء بعثه من بعد موته { كَلاَّ } لا يؤمن الإنسان بالنشور ، ثم استأنف فقال : { لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ } [ آية : 23 ] يعني ما عهد الله إليه أمر الميثاق الأول ، يعني التوحيد ، يعني بها آدم ، عليه السلام ، ثم استأنف ذكر ما خلق عليه ، فذكر رزقه ليعتبر .