Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 6-17)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 6 ] فهو مقدار ثلاث مائة عام إذا أخرجوا من قبورهم ، فهم يجولون بعضهم إلى بعض قياماً ينظرون ، ثم خوفهم أيضاً ، فقال : { كَلاَّ } وهى وعيد مثل ما يقول الإنسان : والله يحلف بربه والله تعالى لا يقول : والله ولكنه يقول : كلا { إِنَّ كِتَابَ ٱلْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } [ آية : 7 ] يعني أعمال المشركين مكتوبة مختومة بالشر ، موضوعة تحت الأرض السفلى ، تحت خذ إبليس ، لأنه أطاعه ، وعصى ربه ، فذلك قوله : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ } [ آية : 8 ] تعظيماً لها . قال : { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } [ آية : 9 ] ووعدهم أيضاً ، فقال : { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ آية : 10 ] بالبعث { ٱلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } [ آية : 11 ] يعني بيوم الحساب الذى فيه جزاء الأعمال ، فقال : { وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ } بالحساب { إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ } [ آية : 12 ] يقول : معتد بربه حيث شك في نعمته ، وتعبد غيره ، فهو المعتد ، أثيم قلبه { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا } يعني القرآن { قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [ آية : 13 ] يعني به كتاب الأولين ، مثل كتاب رستم ، وأسفندباز ، نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث بن علقمة ، قدم الحيرة ، فكتب حديث رستم وأسفندباز ، فلما قدم ، قال : ما يحدثكم محمد ؟ قالوا : حدثنا عن القرون الأولى ، قال : وأنا أحدثكم بمثل ما يحدثكم به محمد أيضاً ، فأنزل الله عز وجل ، وفيه { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً } [ لقمان : 6 ] ، فذلك قوله : { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } . ثم وعدهم ، فقال : { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ آية : 14 ] يقول : طبعنا على قلوبهم ، فهم لا يبصرون إلى مساوئهم ، فيقلعون عنها ، ثم أوعدهم ، فقال : { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } [ آية : 15 ] لأن أهل الجنة يرونه عياناً لا يحجبهم عنه ، ويكلمهم ، وأما الكافر ، فإنه يقام خلف الحجاب فلا يكلمهم الله تعالى ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم حتى يأمر بهم إلى النار { ثُمَّ إِنَّهُمْ } يعني إذا حجبوا عن ربهم { لَصَالُو ٱلْجَحِيمِ ثُمَّ يُقَالُ } لهم { هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [ آية : 17 ] وذلك أن أهل النار يقول لهم مالك خازن النار هذه : { ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } [ سبأ : 42 ] ، { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الطور : 15 ، 16 ] فذلك قوله : { ثُمَّ يُقَالُ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } .