Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 89, Ayat: 1-14)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلْفَجْرِ } [ آية : 1 ] يعني غداة يوم النحر { وَلَيالٍ عَشْرٍ } [ آية : 2 ] فهي عشر ليال قبل الأضحى ، وسماها الله ، عز وجل ليال عشر لأنها تسعة أيام وعشر ليال { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } [ آية : 3 ] وأما الشفع فهو آدم وحواء ، عليهما السلام ، وأما الوتر فهو الله عز وجل { وَٱللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } [ آية : 4 ] يعني إذا أقبل ، وهي ليلة الأضحى ، فأقسم الله بيوم النحر ، والعشر ، وبآدم وحواء ، وأقسم بنفسه ، فلما فرغ منها ، قال : { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } [ آية : 5 ] يعني إن في ذلك القسم كفاية لذى اللب ، يعني ذا العقل ، فيعرف عظم هذا القسم ، فأقسم الله { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } [ الفجر : 14 ] . وأما قوله : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } [ آية : 6 ] يعني بقوم هود ، وإنما سماها قوم هود ، لأن أباهم كان اسمه ابن سمل بن لمك بن سام بن نوح ، مثل ما تقول العرب ربيعة ومضر وخزاعة وسليم ، وكذلك عاد وثمود ، ثم ذكر قبيلة من قوم عاد ، فقال : { إِرَمَ } وهي قبيلة من قبائلهم اسمها إرم ، ثم قال : { ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } [ آية : 7 ] يعني ذات الأساطين ، وهي أساطين الرهبانيين التى تكون في الفيافى والرمال ، فشبه الله عز وجل طولهم إذا كانوا قياماً في البرية بأنه مثل العماد ، وكان طول أحدهم ثمانية عشر ذراعاً ، ويقال : اثنى عشر ذراعاً في السماء مثل أعظم أسطوانة تكون ، قال : { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } [ آية : 8 ] يقول : ما خلق الله عز وجل مثل قوم عاد في الآدميين ، ولا مثل إرم في قوم عاد . ثم ذكر ثمود ، فقال : { وَثَمُودَ } وهو أبوهم ، وبذلك سماهم ، وهم قوم صالح ، فقال : { ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } [ آية : 9 ] يقول : الذين نقبوا الصخر بالوادي ، وذلك أنهم كانوا يعمدون إلى أعظم جبل فيثقبونه ، فيجعلونه بيتاً ، ويجعلون بابه منها ، وغلقه منها ، فذلك قوله : { وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ } [ الشعراء : 149 ] ، ثم ذكر فرعون واسمه مصعب بن جبر ، ويقال : الوليد بن مصعب ، فقال : { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } [ آية : 10 ] وذلك أنه أوثق الماشطة على أربع قوائم مستلقية ، ثم سرح عليها الحيات والعقارب ، فلم يزلن يلسعنها ويلدغنها ، ويدخلون من قبلها ويخرجون من فيها حتى ذابت كما يذوب الرصاص ، لأنها تكلمت بالتوحيد ، وذلك أنها كانت تمشط هيجل بنت فرعون ، فوقع المشط من يدها ، فقالت : باسم الله وخيبة لمن كفر بالله ، فقالت ابنة فرعون : وأى إله هذا الذي تذكرين ؟ قالت : إله موسى ، فذهبت فأخبرت أباها ، فكان من أمرها ما كان ، فذلك قوله : { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } يقول : إنه أوثق امرأة على أربع قوائم من أجل أنها عرفتنى . ثم جمع عاداً وثمود وفرعون ، فقال : { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } [ آية : 11 ] يعني الذين عملوا فيها بالمعاصي { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } [ آية : 12 ] يقول : فأكثروا فيها المعاصي ، فلما كثرت معصيتهم { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } [ آية : 13 ] يعني نقمته وكانت نقمته عذاباً ، ثم رجع إلى قسمه الأول ، فقال : { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } [ آية : 14 ] يعني بالصراط ، وذلك أن جهنم عليها سبع قناطر ، كل قنطرة مسيرة سبعين عاماً ، وعلى كل قنطرة ملائكة قيام ، وجوههم مثل الجمر ، وأعينهم مثل البرق ، بأيديهم المحاسر والمحاجن ، والكلاليب يسألون في أول قنطرة عن الإيمان ، وفي الثانية يسألون عن الصلوات الخمس ، وفي الثالثة يسألون عن الزكاة ، وفي الرابعة يسألون عن صوم رمضان ، وفي الخامسة يسألون عن حج البيت ، وفي السادسة يسألون عن العمرة ، وفي السابعة يسألون عن مظالم الناس ، فذلك قوله : { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } .