Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 3-5)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم ذكر مشركي مكة الذين لا عهد لهم ، فقال : { وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } ، يعني يوم النحر ، وإنما سمي الحج الأكبر ؛ لأن العمرة هى الحج الأصغر ، وقال : { أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } من العهد ، { فَإِن تُبْتُمْ } يا معشر المشركين من الشرك ، { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من الشرك ، { وَإِن تَوَلَّيْتُمْ } ، يقول : إن أبيتم التوبة فلم تتوبوا ، { فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ } ، خوفهم كما خوف أهل العهد أنكم أيضاً غير سابقي الله بأعمالكم الخبيثة حتى يجزيكم ، بها ، ثم قال : { وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بتوحيد الله { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ آية : 3 ] ، يعنى وجيع . ثم جعل من لا عهد له أجله خمسين يوماً من النحر إلى انسلاخ المحرم ، ثم رجع إلى خزاعة ، وبني مدلج ، وبنى خزيمة ، في التقديم ، فاستثنى ، فقال : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } ، فلم يبين الله ورسوله من عهدهم فى الأشهر الأربعة ، { ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً } ، فى الأشهر الأربعة ، { وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً } ، يعنى ولم يعينوا على قتالكم أحداً من المشركين ، يقول الله : إن لم يفعلوا ذلك ، { فَأَتِمُّوۤاْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ } ، يعنى الأشهر الأربعة ، { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ } [ آية : 4 ] الذين يتقون نقض العهد . ثم ذكر من لم يكن له عهد غير خمسين يوماً ، فقال : { فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ } ، يعني عشرين من ذي الحجة وثلاثين يوماً من المحرم ، { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } ، يعني هؤلاء الذين لا عهد لهم إلا خمسين يوماً أين أدركتموهم فى الحل والحرم ، { وَخُذُوهُمْ } ، يعني وأسروهم ، { وَٱحْصُرُوهُمْ } ، يعني والتمسوهم ، { وَٱقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ } ، يقول : وأرصدوهم بكل طريق وهم كفار ، { فَإِن تَابُواْ } من الشرك ، { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ } ، يقول : فاتركوا طريقهم ، فلا تظلموهم ، { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } للذنوب ما كان فى الشرك ، { رَّحِيمٌ } [ آية : 5 ] بهم فى الإسلام .