Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 6-12)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال ، يعني هؤلاء الكفار من أهل مكة : { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ } ، يقول : فإن استأمنك أحد من المشركين بعد خمسين يوماً فأمنه من القتل ، { حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلاَمَ ٱللَّهِ } ، يعني القرآن ، فإن كره أن يقبل ما في القرآن { ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ } ، يقول : رده من حيث أتاك ، فإن قاتلك بعد ذلك فقدرت عليه فاقتله ، { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ } [ آية : 6 ] بتوحيد الله . ثم ذكرهم أيضاً مشركي مكة ، فقال : { كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ } ، ثم استثنى خزاعة ، وبنى مدلج ، وبنى خزيمة ، الذين أجلهم أربعة أشهر ، فقال : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِندَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } بالحديبية ، فلهم العهد { فَمَا ٱسْتَقَامُواْ لَكُمْ } بالوفاء إلى مدتهم ، يعني تمام هذه أربعة الأشهر من يوم النحر ، { فَٱسْتَقِيمُواْ لَهُمْ } بالوفاء ، { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ } [ آية : 7 ] . ثم حرض المؤمنين على قتال كفار مكة الذين لا عهد لهم ؛ لأنهم نقضوا العهد ، فقال : { كَيْفَ } لا تقاتلونهم ، { وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً } يقول : لا يحفظوا فيكم قرابة ولا عهداً ، { يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ } ، يعني بألسنتهم { وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ } ، وكانوا يحسنون القول للمؤمنين ، فيرضونهم وفى قلوبهم غير ذلك فأخبر عن قولهم ، فذلك قوله : { وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ } [ آية : 8 ] . ثم أخبر عنهم ، فقال : { ٱشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً } ، يعني باعوا إيماناً بالقرآن بعرض من الدنيا يسيراً ، وذلك أن أبا سفيان كان يعطي الناقة والطعام والشىء ليصد بذلك الناس عن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ، فذلك قوله : { فَصَدُّواْ } الناس { عَن سَبِيلِهِ } ، أي عن سبيل الله ، يعني عن دين الله ، وهو الإسلام ، { إِنَّهُمْ سَآءَ } ، يعني بئس { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ آية : 9 ] ، يعني بئس ما عملوا بصدهم عن الإسلام . ثم أخبر أيضاً عنهم ، فقال : { لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً } ، يعني لا يحفظون فى مؤمن قرابة ولا عهداً ، { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُعْتَدُونَ } [ آية : 10 ] . يقول : { فَإِن تَابُواْ } من الشرك ، { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَاةَ } ، أى أقروا بإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، { فَإِخْوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَنُفَصِّلُ } ونبين { ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [ آية : 11 ] بتوحيد الله . { وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ } ، يعني نقضوا عهدهم ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم واعد كفار مكة سنتين ، وأنهم عمدوا فأعانوا كنانة بالسلاح على قتال خزاعة ، وخزاعة صلح النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان فى ذلك نكث للعهد ، فاستحل النبي صلى الله عليه وسلم قتالهم ، فذلك قوله : { وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم } { وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ } ، فقالوا : ليس دين محمد بشىء ، { فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ } ، يعني قادة الكفر كفار قريش : أبا سفيان بن حرب ، والحارث بن هشام ، وسهيل بن عمرو ، وعكرمة بن أبي جهل ، وغيرهم ، { إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ } ؛ لأنهم نقضوا العهد الذي كان بالحديبية ، يقول : { لَعَلَّهُمْ } ، يعني لكي { يَنتَهُونَ } [ آية : 12 ] عن نقض العهد ولا ينقضون .