Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 44-50)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ يَسْتَأْذِنُكَ } في القعود { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } ، يعني الذين يصدقون بتوحيد الله ، وبالبعث الذي فيه جزاء الأعمال أنه كائن ، { أَن يُجَاهِدُواْ } العدو من غير عذر ، { بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ } كراهية الجهاد ، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ } [ آية : 44 ] الشرك . ثم ذكر المنافقون ، فقال : { إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ } في الجهاد وبعد الشقة ، { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } ، لا يصدقون بالله ، ولا باليوم الآخر ، يعني لا يصدقون بالله ، ولا بتوحيده ، ولا بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، { وَٱرْتَابَتْ } ، يعني شكت { قُلُوبُهُمْ } في الدين ، { فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ } ، يعني في شكهم ، { يَتَرَدَّدُونَ } [ آية : 45 ] ، وهم تسعة وثلاثون رجلاً . ثم أخبر عن المنافقين ، فقال : { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ } إلى العدو ، { لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً } ، يعني به النية ، { وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ } ، يعني خروجهم ، { فَثَبَّطَهُمْ } عن غزاة تبوك ، { وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ } ، وحياً إلى قلوبهم ، { مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ } [ آية : 46 ] ألهموا ذلك ، يعني مع المتخلفين . { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم } ، يعني معكم إلى العدو ، { مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } ، يعني عياً ، { ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ } ، يتخلل الراكب الرجلين حتى يدخل بينهما ، فيقول ما لا ينبغي ، { يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ } ، يعني الكفر ، { وَفِيكُمْ } معشر المؤمنين ، { سَمَّاعُونَ لَهُمْ } من غير المنافقين ، اتخذهم المنافقون عيوناً لهم يحدثونهم ، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 47 ] ، منهم : عبد الله بن أبي ، وعبد الله بن نبيل ، وجد بن قيس ، ورفاعة بن التابوت ، وأوليس بن قيظي . ثم أخبر عن المنافقين ، فقال : { لَقَدِ ٱبْتَغَوُاْ ٱلْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ } ، يعني الكفر في غزوة تبوك ، { وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلأُمُورَ } ظهراً لبطن كيف يصنعون ، { حَتَّىٰ جَآءَ ٱلْحَقُّ } ، يعني الإسلام ، { وَظَهَرَ أَمْرُ ٱللَّهِ } ، يعني دين الإسلام ، { وَهُمْ كَارِهُونَ } [ آية : 48 ] للإسلام . { وَمِنْهُمْ } ، يعني من المنافقين ، { مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي } ، وذلك " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالجهاد إلى غزاة تبوك ، وذكر بنات الأصفر لقوم ، وقال : لعلكم تصيبون منهن " ، قال ذلك ليرغبهم في الغزو ، وكان الأصفر رجلاً من الحبش ، فقضى الله له أن ملك الروم ، فاتخذ من نسائهم لنفسه ، وولدن له نساء كن مثلاً في الحسن ، فقال جد بن قيس الأنماري ، من بنى سلمة بن جشم : يا رسول الله ، قد علمت الأنصار حرصي على النساء وإعجابي بهن ، وإني أخاف أن أفتتن بهن ، فأذن لي ولا تفتنى ببنات الأصفر ، وإنما اعتل بذلك كراهية الغزو ، فأنزل الله عز وجل : { وَمِنْهُمْ } ، يعني من المنافقين : { مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي } ، يقول الله : { أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } ، يقول : ألا في الكفر وقعوا ، { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ } [ آية : 49 ] . ثم أخبر عنهم وعن المتخلفين بغير عذر ، فقال : { إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ } ، يعني الغنيمة في غزاتك يوم بدر تسوءهم ، { وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ } بلاء من العدو يوم أُحُد ، وهزيمة وشدة ، { يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا } في القعود { مِن قَبْل } أن تصبك مصبية : { وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ } [ آية : 50 ] لما أصابك من شدة .