Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 51-59)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا } من شدة أو رخاء ، { هُوَ مَوْلاَنَا } ، يعني ولينا ، { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [ آية : 51 ] ، يعنى بالله فليثق الواثقون . { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ } ، إما الفتح والغنيمة في الدنيا ، وإما شهادة فيها الجنة في الآخرة والرزق ، { وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ } العذاب والقتل ، { أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ } عذاب { بِأَيْدِينَا } فنقتلكم ، { فَتَرَبَّصُوۤاْ } بناالشر ، { إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } [ آية : 52 ] بكم العذاب . { قُلْ } يا محمد للمنافقين : { أَنفِقُواْ طَوْعاً } من قبل أنفسكم ، { أَوْ كَرْهاً } مخافة القتل ، { لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ } النفقة ، { إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } [ آية : 53 ] ، يعني عصاة . { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ } بالتوحيد { وَ } كفروا { وَبِرَسُولِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم أنه ليس برسول ، { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ } ، يعني متثاقلين ولا يرونها واجبة عليهم ، { وَلاَ يُنفِقُونَ } ، يعني المنافقين الأموال ، { إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } [ آية : 54 ] غير محتسبين . { فَلاَ تُعْجِبْكَ } يا محمد { أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ } ، يعني المنافقين : { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } بما يلقون في جمعها من المشقة ، وفيها من المصائب ، { وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ } ، يعني ويريد أن تذهب أنفسهم على الكفر فيميتهم كفاراً ، فذلك قوله : { وَهُمْ كَافِرُونَ } [ آية : 55 ] بتوحيد الله ومصيرهم إلى النار . { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ } يعنيهم ، { إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } معشر المؤمنين على دينكم ، يقول الله : { وَمَا هُم مِّنكُمْ } على دينكم ، { وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } [ آية : 56 ] القتل فيظهرون الإيمان . ثم أخبر عنهم ، فقال : { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً } ، يعني حرزاً يلجأون إليه ، { أَوْ مَغَارَاتٍ } ، يعني الغيران في الجبال ، { أَوْ مُدَّخَلاً } ، يعني سرباً في الأرض ، { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ } وتركوك يا محمد ، { وَهُمْ يَجْمَحُونَ } [ آية : 57 ] ، يعني يستبقون إلى الحرز . { وَمِنْهُمْ } ، يعني المنافقين ، { مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ } ، يعني يطعن عليك ، نظيرها : { وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } [ الهمزة : 1 ] ، وذلك " أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم الصدقة ، وأعطى بعض المنافقين ، ومنع بعضاً ، وتعرض له أبو الخواص ، فلم يعطه شيئاً ، فقال أبو الخواص : ألا ترون إلى صاحبكم ، وإنما يقسم صدقاتكم في رعاء الغنم ، وهو يزعم أنه يعدل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا أبا لك ، أما كان موسى راعياً ، أما كان داود راعياً " ، فذهب أبو الخواص ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " احذروا هذا وأصحابه ، فإنهم منافقون " " ، فأنزل الله : { وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ } ، يعني يطعن عليك بأنك لم تعدل في القسمة ، { فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ } [ آية : 58 ] . { وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ } ، يعني ما أعطاهم ، { ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ } يعني سيغنينا الله { مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ } ، فيها تقديم ، { إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ } [ آية : 59 ] .