Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 72-74)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } ، يعني قصور الياقوت والدر ، فتهب ريح طيبة من تحت العرش بكثبان المسك الأبيض ، نظيرها في { هَلْ أَتَىٰ } { نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً } [ الإنسان : 20 ] ، عاليهم كثبان المسك الأبيض ، ثم قال : { وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ } ، يعني ورضوان الله عنهم ، { أَكْبَرُ } ، يعني أعظم مما أعطوا في الدنة من الخير ، { ذٰلِكَ } الذواب { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } [ آية : 72 ] ، وفى ذلك أن الملك من الملائكة يأتي باب ولي الله ، فلا يدخل عليه إلا بإذنه ، والقصة في : { هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ } . قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } ، يعني كفار العرب بالسيف ، { وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ } على المنافقين باللسان ، ثم ذكر مستقرهم في الآخرة ، فقال : { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } ، يعني مصيرهم جهنم ، يعني كلا الفريقين ، { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } [ آية : 73 ] ، يعني حين يصيرون إليها . { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ } ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام في غزاة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ، ويعيب المنافقين المتخلفين ، جعلهم رجساً ، فسمع من غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المنافقين ، فغضبوا لإخوانهم المتخلفين ، فقال جلاس بن سويد بن الصامت ، وقد سمع عامر بن قيس الأنصاري ، من بني عمرو بن عوف ، الجلاس يقول : والله لئن كان ما يقول محمد حقاً لإخواننا الذين خلفناهم وهم سراتنا وأشرافنا ، لنحن أشر من الحمير ، فقال عامر بن قيس للجلاس : أجل والله ، إن محمداً لصادق مصدق ، ولأنت أشر من الحمار . " فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، أخبر عاصم بن عدي الأنصاري عن قول عامر بما قال الجلاس ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عامر والجلاس ، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم للجلاس ما قال ، فحلف الجلاس بالله ما قال ذلك ، فقال عامر : لقد قاله وأعظم منه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ، قال : أرادوا قتلك ، فنفر الجلاس من ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قوما فاحلفا ، فقاما عند المنبر ، فحلف الجلاس ما قال ذلك ، وأن عامراً كذب ، ثم حلف عامر بالله إنه لصادق ، ولقد سمع قوله ، ثم رفع عامر بيده ، فقال : اللهم أنزل على عبدك ونبيك تكذيب الكاذب وصدق الصادق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : آمين " ، فأنزل في الجلاس : { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ } . { وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ } ، يعني بعد إقرارهم بالإيمان ، { وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ } من قتل النبي صلى الله عليه وسلم بالعقبة ، { وَمَا نَقَمُوۤاْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ } ، فقال الجلاس : فقد عرض الله عليَّ التوبة ، أجل والله لقد قلته ، فصدق عامراً ، وتاب الجلاس وحسنت توبته ، ثم قال : { وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ } من قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني المنافقين أصحاب العقبة ليلة هموا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم بالعقبة بغزوة تبوك ، منهم عبد الله بن أبي ، رأس المنافقين ، وعبد الله بن سعد بن أبى سرح ، وطعمة بن أبيرق ، والجلاس بن سويد ، ومجمع بن حارثة ، وأبو عامر بن النعمان ، وأبو الخواص ، ومرارة بن ربيعة ، وعامر بن الطفيل ، وعبد الله بن عتيبة ، ومليح التميمى ، وحصن بن نمير ، ورجل آخر ، هؤلاء اثنا عشر رجلاً ، وتاب أبو لبابة عن عبد المنذر ، وهلال بن أمية ، وكعب بن مالك الشاعر ، وكانوا خمسة عشر رجلاً : { وَمَا نَقَمُوۤاْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ } { وَإِن يَتَوَلَّوْاْ } عن التوبة ، { يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً } يعني شديداً ، { فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مِن وَلِيٍّ } يمنعهم { وَلاَ نَصِيرٍ } [ آية : 74 ] ، يعني مانع من العذاب .