Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 57-60)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

موعضة : نصيحة ووصية بالخير واجتناب الشر . شفاء لما في الصدور : دواء للنفوس . بعد ان ذكر الله تعالى الادلة على أسس الدين الثلاثة : الوحدانية ، والرسالة والبعث ، ذكر هنا القرآن الكريمَ وما فيه من مقاصد هامة أجملَها في أمور اربعة : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } . يا أيها الناس جاءكم على لسانِ الرسولِ الكريم كتابٌ جامع لكل ما تحتاجون اليه . 1 - موعظة تصلح اخلاقكم واعمالكم . 2 - شفاء لأمراض قلوبكم من الشِرك والنفاق . 3 - الهِداية الواضحة الى الصراط المستقيم الذي يوصل الى سعادة الدارين . 4 - ورحمة للمؤمنين من رب العالمين . { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } . قل لهم أيها الرسول : إفرحوا بفضلِ الله عليكم ورحمتِه بكم بإنزال القرآن ، وبيانِ شريعةِ الإسلام . ان هذا خير من كل ما يجمعه الناس من متاع الدنيا ، لأنه هو سببُ السعاد في الدارَين . وقد نال المسملون في العصور الأولى بسببه المُلْكَ الواسع والمالَ الكثير ، لكنّهم تأخروا الآن لبُعدهم عن القرآن والدين ، لانشغالِهم بالدنيا ومتاعها ، نسأل الله تعالى ان يردّنا إلى ديننا ، ويلهمنا الصوابَ في القول والعمل . قراءات : قرأ رويس عن يعقوب : " فلتفرحوا " بالتاء والباقون " فليفرحوا " بالياء . وقرأ ابن عامر ورويس : " تجمعون " بالتاء والباقون " يجمعون " بالياء . { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً } . قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين : أخبروني عن الرِزق الذي منحكم الله إياه ، حلالاً طيبا ، لكنكم جعلتم بعضهَ حراماً وبعضه حلالاً ، فلماذا ؟ وكان العرب في الجاهلية يحرّمون على أنفسِهم بعضَ الإبل وغيرها ، ويجعلون بعضَها للذكور منهم خاصة . وقد تقدم بيان ذلك في سورة الانعام . { قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } . قل لهم أيها الرسول : إن حقّ التحريم والتحليل لا يكون الا لِله ، فله أذِنَ لكم بذلك ، ام أنكم تكذبون في ذلك ! ؟ . وبعد ان سجل الله تعالى عليهم جريمة افتراء الكذب على الله ، بين هنا ما يكون من سوء حالهم وشدة عقابهم يوم القيامة فقال : { وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } . أيظن اولئك الذين يكذبون على الله أنهم يتركون بلا عقاب على كذبهم وافترائهم ؟ وهذا ينافي العدالة . والله تعالى يقول : { أَمْ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَٱلْمُفْسِدِينَ فِي ٱلأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ كَٱلْفُجَّارِ ؟ } [ ص : 28 ] . { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } ان الله تعالى قد انعم على الناس نعما كثيرة من فضله ، ولكن أكثرهم لا يشكرون الله عليها . اخرج البخاري والطبراني عن زهير بن ابي علقمة قال : " اذا آتاك الله مالا فليرَ عليك ، فان الله يحب ان يرى أثره على عبده حسنا ، ولا يحب البؤس ولا التباؤس " .