Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 83-89)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الذرية : النسل . ان يفتنهم : ان يختبرهم ويبتليهم وهنا معناه ان يضطهدهم . لعال في الأرض : مستَبدّ . تبوأ المكان : اقام فيه . اطمس على اموالهم : أزلها واشدد على قلوبهم : ضيّق عليهم . { فَمَآ آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ } . كان الذين آمنوا بموسى مجرد فئة قليلة من السَحَرة والشّبان ، آمنوا على خوفٍ من فرعونَ وزعماءِ قومهم ، خشيةَ أن يضطهدوهم ويعذّبوهم ليرتدّوا عن دينهم . { وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } . ان فرعونَ مستبدُّ جبّار ، غالى وأسرف وتجاوز كل حدّ في الظلم والطغيان . { وَقَالَ مُوسَىٰ يٰقَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِٱللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ } . وقال موسى لمن آمن من قومهَ ، ولقد رأى عليهم الخوفَ من الفتنة والاضطهاد : إن كنتُم آمنتم بالله حقَّ الإيمان فتوكّلوا عليه ، وسلموا أموركم له ، وثقوا بنصره . { فَقَالُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } . فقالوا ممتثلين أمره : على اللهِ وحدَه توكّلنا . ثم دعَوا ربَّهم أن لا يجعلَهم أداةَ فتنةٍ وتعذيبٍ على يد الكفارين . { وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } . كذلك دعوا ربهم قائلين : خلَّصْنا يا ربنا برحمتك من أيدي فرعون وقومه الكافرين . { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً … } . وقلنا لهما : اتخِذوا لقومكما بيوتاً في مصر تكون مساكنَ وملاجئَ تَعْتَصِمونَ بها " واجعلوا بيوتكم قِبلَة " أي متقابلة على جهة واحدو . " وأقيموا الصلاةَ وبشرّ المؤمنين " ، وأدّوا الصلاةَ على وجهِها الكامل ، واستبشروا أن يحفظكم الله من فتنة فرعون واعوانه . { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ } . لمّا يئس موسى من فرعون وأعوانه أن يُرجى لهم صلاح ، قال : يا ربّ ، إنك أعطيتَ فرعون وخاصّتَه بهجةَ الدنيا وزينتَها من الأموال والبنين والسلطان ، لكنَّ عاقبة هذا الغنى والنعيم كانت الاسرافَ في الضلال والإضلال عن سبيل الحق . { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } . اللهمّ اسحقْ أموالَهم واتركْهم في ظُلمةِ قلوبهم ، فلا يوفَّقوا للإيمان حتى يروا العذابَ رأي العين . قارن بين موسى ومحمد ، دعى موسى على قومه ، ودعا سيدنا محمد لهم . { قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } . قال الله تعالى : قد أُجيبتْ دعوتُكما يا موسى وهارون في فرعونَ وأعواِنه ، فامضِيا لأمري واثُبتا على ما انتما عليه ، ولا تسلُكا سبيلَ الذين لا يعلمون الأمور على وجهِها . قراءات : قرأ ابن عامر : " ولا تتبعان " بكسر النون بدون تشديد . وقراءة اخرى : " ولا تتبعان " بسكون التاء الثانية وفتح الباء وتشديد النون . وقرأ الباقون " ولا تتبعان " بتشديد التاء الثانية وكسر الباء وتشديد النون المسكورة .