Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 98-100)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الخزي : الذل والهوان . الى حِين : الى مدة من الزمن . الرِجْس : العذاب . بعد ان بيّن الكتاب أن الّذين حقّت عليهم كلمةُ ربك لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم ، جاء بهذه الآيات الثلاثِ لبيان سُنن الله تعالى في الأُمم مع رسلهم ، وفي خلق البشر مستعدّين للإيمان والكفر ، والخير والشر ؛ وفي مشيئة الله وحُكمنه بأفعاله وأفعال عباده ، وبيّن أن قوم يونُس آمنوا بعد كفرهم وانتفعوا بذلك الايمان . { فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } . ولو أن أي قريةٍ من القرى تؤمن لنَفَعَها إيمانُها ، إلا قوم يونس . فقد بُعث الى أهلِ نِينَوى بأرض الموصل ، فدعاهم الى الايمان بالله وحده وترك ما يعبدون من الاصنام . ولم يستجيبوا له ، فأخبرهم أن العذابَ آتيهم قريبا وتَرَكَهم ورحل عنهم . فلما أيقنوا بالهلاكِ آمنوا ، فوجوا النفع لهم ، فكشفنا عنهم عذاب الخِزي وما يترتّب عليه متَعناهم في الحياة الدنيا حيناً من الزمن . { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } . ولو أراد اللهُ ان يؤمنَ أهل الأرض كلُّهم لآمنوا ، فلا تحزنْ على كفرِ المشركين ، فأنت لا تستطع ان تُكره الناس على ان يؤمنوا بالله . وقد اقتضت حكمة ربك ان يخلق البشر على هذه الحالة مستعدّين للخير والشر والكفر والإيمان . فليس لك أن تحاولَ إكراههم على الايمان . { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } . ما كان لنفسٍ ( بمقتضى ما أعطاها الله من الاختيار والاستقلال في الافعال ) ان تؤمن إلا بارادة الله ومقتضى سننه في نظام هذا الكون . { وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } . فإذا كان كل شيء بمشيئته وتيسيره ، فسُنّةُ الله ان يجعل العذاب والغضب على الّذين ينصرفون عن الحجج الواضحة ولا يتدبّرونها . قراءات : قرأ أبو بكر : " ونجعل " بالنون ، والباقون : " ويجعل " بالياء .