Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 101-106)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
في هذه الآيات الكريمة ، وهي في ختام سورة يونس ، بين الله تعالى ان مدار سعادة البشَر على استعمال عقولهم في التمييز بين الخير والشر ، وما على الرسول الا التبشير والإنذار وبيان الطريق المستقيم الموصِل الى السعادة وأن الدينَ مساعدٌ للعقل على حسن الاختيار إذا أحسنَ الانسانُ النظَر والتفكّر في امر الله . { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } . تدعو هذه الآية وكثير غيرها ، الى العمل بالمشاهَدة والتأمل واستعمال العقل ، كما تدعو الى العلمِ بالكون وما فيه لأنه مُسَخَّر للانسان ، فإن ما في السماوات والأرض حافلٌ بالآيات ولكن الآيات والنذُرَ لا تفيد الّذين لا يؤمنون ، لانهم لم يلقوا بالاً إليها ولم يتدبّروها . { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ } . يقول الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام محذِّراً من قومه : هل ينتظر هؤلاء المكذِّبون إلا أن ينالهم من الأيام الشِداد مثلُ ما أصابَ الذين مضَوا من الأمم السابقة ! ؟ . { قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنَّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ } . قل أيها النبي منذِرا ومهدّدا : إذا كنتم تنتظرون مثلَ ذلك ، فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين . وهذا تهديدٌ كبير من رب العالمين . { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } . ان سنَّتنا في رسُلنا مع أقوامهم الذين يبلّغونهم الدعوةَ ، ان يؤمنَ بعضُهم فيما يصّر آخرون على الكفر . فننجّي رسلَنا والمؤمنين من العذاب ونهلك المكذّبين . هذا وعدُ حقٌّ علينا لا نُخْلِفُه كما قال تعالى : { سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً } [ الإسراء : 77 ] . قراءات : قرأ يعقوب : " ثم نُنْجى " بالتخفيف . والباقون بالتشديد " نُنَجِّي " وقرأ الكسائي ويعقوب وخفص : " ننج المؤمنين " باسكان النون الثانية وحذف الياء لالتقاء الساكنين ، والباقون بالتشديد . { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } . في هذه الآية والتي بعدها أَمر الله بإعلان الدين الإسلامي ، وإظهارِ الفارق بينه وبين ما عليه المشركون والمكذّبون من عبادة الأوثان . قل أيها الناس جميعا : ان كنتم في شك من ان ديني الذي أدعوكم إليه هو الحقُّ ، فان هذا لا يحوِّلني عن يَقيني ، ولا يجعلني أعبدُ آلهتكم التي تعبُدونها من دونِ الله ، فهو الّذي يملك أجسامكم وأعماركم ، وقد أمرني أن أكونَ من المؤمنين به . { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } . وأمُرتُ أن أُقيم وجهي للدين القيّم واتوجّه الى الله وحدَه ، وأن لا أدخُلَ في غِمار الذين أشركوا بالله ، بل أبتعدَ عنهم أنا ومن اتّبعني من المؤمنين . { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ ٱلظَّالِمِينَ } . ولا تلجأُ بالدعاء والعبادة الى غير الله مما لا يجلب لك نفعا ، ولا ينزل بك ضررا ، فانك ان فعلت ذلك كنتَ من الظالمين وهذا النهي الموجه للنبي عليه الصلاة والسلام هو موجه لأمته .