Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 12-14)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وضائق به صدرك : تحس بالغم والحزن . كنز : أصل الكنز المالُ المدفون تحت التراب ، وكل مال مدخر فهو كنز . افتراه : جاء به من عنده كذبا . لا تحاول ايها النبيُّ إرضاءَ المشركين ، فهم لا يؤمنون . ولعلّك يا محمد تاركٌ تلاوةَ بعضِ ما يوحى اليك مما يشُقُّ سماعه على المشركين ، بل قد تحسّ بالضِيق وانت تتلو عليهم ما لايقبلون . { أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ } . إنهم يطلبون ان يُنزل اللهُ عليك كنزا ، او يجيء مَلَك يؤَيّدك في دعوتك ، فلا تبالِ بعنادهم . { إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } . فأنت منذِر ومحذِّر من عقاب الله لمن يخالف أمره ، وقد أدّيتَ رسالتك ، وليس عليك من أعمالهم شيء . { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } . لقد تكرر هذا القول ، وتكرر التحدي ، فقد جاء في سور البقرة الآية : 23 ] قوله تعالى : { وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ … الآية } وفي سورة [ يونس الآية 38 ] { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ … الآية } أما هنا في سورة هود فالوضع فيه تحدٍّ ، لكنّه يختلف عن السورتين السابقتين ، فالله تعالى يقول لهم : { قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ } ، أي فاتوا بمثله ولم كَذِباً مفترى . والمعنى : قل لهم : إن كان هذا القرآن مما افتريتُه على الله من عندي ، فإن كنتُم صادقين في دعواكم هذه ، فهاتوا من عندكم عشرَ سُورٍ مثله مفتريات مكذوبات ، واستعينوا في ذلك بكل من تستطيعون من فصحائكم وبُلغائكم وشعرائكم وجنّكم وإنسكم . فالقرآن الكريم معجز باسلوبه ، وبما فيه من القصص الصادق ، وما فيه من العلوم الكونية التي اشار اليها ، ولم تكن معروفة في عصر نزوله ، وفي الاحكام التي اشتمل عليها . { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلِ بِعِلْمِ ٱللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } . فان عجزتم وعجز من استعنتم بهم ، فاعلموا ان هذا القرآن انما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بمقتضى علم الله وارادته ، ولا يقدر عليه محمد ولا غيره ممن تدعون زورا انهم أعانوه . واعلموا انه لا إله الا الله ، فلا يعمل عمله احد ، فهل انتم بعد ان قامت عليكم الحجة داخلون في الاسلام الذي ادعوكم اليه بهذا القرآن ؟ وان هذا التحدي لايزال قائما الى يوم القيامة .