Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 15-17)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

نوف اليهم : نؤد الحق كاملا . لا يبخسون : لا ينقصون . وحبط ما صنعوا : بطل وفسد . بينة : برهان واضح . يتلوه : يتبعه . مرية : شك . بعد قيام الحجّةِ على حقيقة الاسلام ، والتحديث الشديد بالقرآن وعجزهم عن الإتيان بمثله - ظل المشركون يكابرون … لأنهم كانوا يخافون على ما يتمتعون به من منافع وسلطة وشهوات ، لهذا يعقّب القرآنُ على ذلك كله بما يناسب حالهم ويصور لهم عاقبة أمرهم بقوله : { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ } . من كان يطلب الحياةَ الدنيا والتمتع بلذّاتها وزينتِها من طعامٍ وشرابٍ ومال وأولاد وغيرِ ذلك نعطِهم ثمراتِ أعمالهم لا يُنْقَص منها شيء . { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } . هؤلاء الذين قَصَروا همَّهم على الدنيا وما فيها من لذائذ ليس لهم في الآخرة إلا عذاب النار ، جزاءَ كل ما صنعوه في الدنيا ، لأنه لم يكن للآخرة فيه نصيب . وبعد ان ذكَر اللهُ مآل من يعمل للدنيا وزينتِها ، ولا يهتمُّ بالآخرة وأعمالِها ، ذكر هنا من كان يريدُ الآخرة ويعمل لها ، ومعه شاهد عل صدقه وهو القرآن فقال : { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } . أفمَن كان يسير في حياته على بصرةٍ وهداية من ربّه ، ومعه شاهدٌ بالصدقِ من الله وهو القرآن ، وشاهدٌ من قبله وهو كتابُ موسى الذي أنزله الله قدوةً ورحمة لمتّبعيه ، كمن يسيرُ على ضلالٍ وكفرٍ فلا يهتمُّ الا بالدنيا وزينتها ؟ ! كلاّ أبداً . اولئك الأَوّلون هم الذين أنارَ الله بصائرهم ، فهم يؤمنون بالنبيّ والكتابِ الذي أُنزل عليه . { وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ ٱلأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } . ومن يكفر به ممن تألّبوا على الحقّ وتحزَّبوا ضده ، فالنارُ موعدُه يوم القيامة . { فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ } . لا تكن أيها النبيّ في شكّ من هذا القرآن . وحاشا النبيَّ ان يشكّ . واذا كان لخطاب موجَّها اليه فالمقصود به كل من سمع برسالة محمد ، والمعنى لا ينبغي لعاقلٍ ان يشك في رسالة محمد ولا في القرآن المنزل عليه . { إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } . ان هذا القرآن هو الحقُّ النازل من عند ربّك ، لا يأتيه الباطل ، ولكنّ اكثر الناس تُضِلُّهم شهواتهم فلا يؤمنون .