Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 24-29)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذه محنة يوسف الثانية : لقد افتتنت امرأة العزيز بجماله ، فأَشعل ذلك في نفسها جذوة الحب ، فراودته عن نفسه ، فأبى ، وحاولت اغراءه بشتّى الطرق ، حتى همت بمخالطته ، ومال اليها بمقتضى الطبيعة البشرية - ولكنه رأى في سريرة نفسه ما جعله يمتنع عن المعصية والخيانة ، وثبت على طُهره وعفافه . بذلك صرف الله عنه سوء الخيانة والمعصية ، وظل هو من عباد الله الذين أخلصوا دينهم له . وهرب منها … فلحقت به عند الباب ، وتعلقت بقميصه فشقته من خَلف . وفي تلك الأثناء جاء سيّدها . وصادف الحادث وهو يهمُّ بالدخول ومعه ابن عمها . فلما رأت زوجها ارادت ان تشفيَ غُلَّ صدرها وحنقها على يوسف لما فاتها من التمتع به ، فقالت لزوجها : { مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوۤءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } . لقد ارادت ان توهم زوجَها أن يوسف قد اعتدى علهيا ، وطلبت منه ان يسجِنه أو يعذّبه عذابا اليما . وهنا وقف يوسف وجهر بالحقيقة في وجه الاتهام الباطل ، فقال : { قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي } ، لا أنا الذي فعلت . لقد حاولتْ ان تخدعني وتوقعني في المعصية . فقال ابن عمها : ان كان قميصه شُقّ من أمام ، فقد صدقت وهو من الكاذبين ، وان كان فميصه شُقّ من الخلف ، فقد كذبت في قولها ، وهو من الصادقين . فلما رأى الزوج قميص يوسف تمزّقَ من خلْفٍ ، قال لزوجته : ان اتهامك له باطل ، وما الأمر الا من كيدكن معشر النساء ، إن كيدَكن عظيم . ثم التفت الى يوسف ، وقال له : يا يوسف ، أعرِض عن هذا الأمر ، اكتمه ولا تذكره أبداً . وقال لزوجته : اما انتِ فاستغفري لذنبك من هذا العمل الخطأ . وانتهى الامر الى هنا ، ولم يوقع العزيزُ أية عقوبة على يوسف ، لتأكده من براءته . قراءات : قرأ ابن كثير وابو عمرو وابن عامر ويعقوب : " المخلصين " بكسر اللام والباقون : " المخلَصين " بفتح اللام كما هو في المصحف .