Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 69-76)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
آوى اليه اخاه : ضمه اليه . لا تبتئس : لا تحزن . السقاية : وعاء يسقى به ويُكال به الطعام ، وهو المراد بصواع الملك . العير : القافلة من الابل والبغال والحمير . زعيم : كفيل . ولما دخل اخوة يوسف عليه انزلهم منزلا كريما ، واختص أخاه بنيامين بأن ضمّه إليه وأسرّ له قائلا : إني اخوك يوسف ، فلا تحزنْ بما كانوا يصنعون معك ، وما صنعوه معي . ثم إنه أكرم وفادتهم ، وكال لهم الطعام ، وزادهم حِمْلَ بعير لأخيه وجهّزهم للسفر ، لكنّه أمر أعوانه ان يدسّوا كأس شراب الملك في أمتعة أخيه بنيامين . وغادر القومُ ، فنادى مناد : أيها الركْب القافلون بأحمالهم ، قِفوا إنكم لسارقون . ارتاع إخوة يوسف للنداء ، واتجهوا الى المنادين يسألونهم : ما الذي ضاع منكم ، أي شيء تفقدون ؟ فأجابهم هؤلاء : لقد سرقتم سقاية الملك يوسف ، ونحن نعطي لمن جاء به حِمل بعير من المؤونة . فقال اخوة يوسف وقد فوجئوا بهذا الاتهام : إن اتهامكم ايّانا بالسرقة أمر عجيب . و { مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ } . فقال فتيان يوسف وأعوانه لإخوته : فما جزاء من سرق صواع الملك ان ظهر انه عند احدكم ؟ قالوا : من وجدتم ذلك في رحله فجزاؤه ان يؤخذ عبدا للملك ، { كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } . فتش كبير الأعوان أحمالهم ، مبتدئاً بالكبير منتهيا بالصغير ، فوجد السقايةَ في عِدْل بنيامين . { كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ } وبذلك نجحت حيلته ، وحق له ان يحتجز أخاه . ورجع بقية الإخوة الى مصر ودخلوا على يوسف مستعطِفين مسترحِمين . عند ذاك لامهم يوسف على ما صنعوا بعد ان اكرمهم وأحسن اليهم . ثم علّل الله ما صنعه من التدبير ليوسف بقوله : { مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَآءَ } ولولا هذا التدبير لتعذر على يوسف ان يضم أخاه اليه . فنحن { ٱللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ } بالعلم والنبوة ، { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } .