Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 46-52)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مقرنين : مربوطين . في الاصفاد : في القيود . سرابيلهم : ثيابهم . من قطران : نوع من الزيوت شديدة الاشتعال اسود اللون تدهن به الابل عندما يصيبها الجرب . تغشى وجوههم النار : تعلوها وتغطيها . هذا بلاغ للناس : كفاية في الموعظة . { وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ } . ولقد مكروا ودبّروا في إبطال الحق وبالرسول الكريم ، وعند الله علمُ مكرهم ، وان كان مكرهم من القوة والتأثير حتى لَيؤدي إلى زوال الجبال ، والله تعالى محيطٌ بهم وبمكرِهم . قراءات : قرأ الكسائي : " لتزول " بفتح اللام الاولى ، وضم اللام الاخيرة . وقرأ الباقون : " لتزول " بكسر اللام الاولى وفتح اللام الاخيرة كما هو في المصحف . { فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } . لا تظنَّ ايها الرسول ان الله تعالى مخلفٌ رُسُلَه ما وعدَهم به من النصر ، فما لهذا المكرِ من أثر ، وما يعوق تحقيقَ وعد الله لرسله بالنصر ، وأخذِ هؤلاء الماكرين أخْذَ عزيز مقتدر ، ان الله شديدُ الانتقام لا يدع الظالمَ يفلت ، ولا يدع الماكر ينجو . { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَاوَاتُ } . ان الله تعالى سينتقم من هؤلاء الكفارِ يومَ القيامة يوم تتبدَّل الأرضُ والسماوات . ولا ندري كيف يتم هذا ، ولا طبيعةَ الأرض الجديدة وطبيعةَ السماوات ، وكلُّ ما بعدَ الموت شيء غير عاديّ بالنسبة إلينا واللهُ أعلمُ بذلك . { وَبَرَزُواْ للَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } خرجوا من قبورهم ، ووقفوا مكشوفين بارزين لا يستُرهم ساترٌ بينَ يدي الله الواحد القهار . وبعد ان وصف نفسه بكونه القهار ، بين عجز المجرمين وذلتهم فقال : { وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } وهي صورة عن مَشاهدِ يوم القيامة فيها منظرٌ واقعي للمجرمين كأنك تراه ، وهم يخبُّون في قُيودِهم . { سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ } . وهذا مشهد آخر لباسهم فيه من هذا الزيت القبيح ، والنارُ تغشى وجوههم ، وفي ذلك ما فيه من الذل والتحقير . { لِيَجْزِيَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } . لقد فعل الله بهم ذلك ليؤديَ الى كل نفس جزاءَها بما فعلت ، إن خيراً فخير وان شرا فشر ، ان الله سريع الحساب يوم القيامة . { هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } . هنا يختم الله السورة بمثل ما بدأت … بإعلانٍ لجميع البشرية في الكون أجمع . هذا القرآن بلاغ لجميع الناس ، لنُصحِهم وإنذارِ هم من عذاب الله ، وليكون لديهم العلمُ الحقيقي أن الله إلهٌ واحد عِدةَ آلهة كما يقول المشركون ، وليتذكَّر اولو العقول عظَمةَ ربهم ، ويتَّعظوا فيبتعدوا عما فيه هلاكهم ، ويرجعوا الى ربهم في كل احوالهم .