Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 42-45)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تشخص : ترتفع . مهطعين : مسرعين الى الداعي . مقنعي رؤوسِهم : رافعين رؤوسهم كثيرا . لا يرتد اليهم طرفهم : لا يرجع ، كأن ابصارهم جامدة من الهول . وافئدتهم هواء : خالية من العقل والفهم لفرط الدهش والحيرة . من زوال : من انتقال . { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّالِمُونَ } . الخطاب في صورته للنبيّ عليه الصلاة والسلام ، والمراد به جميع الناس . وفيه تسليةٌ للمؤمنين ، وتهديد للكافرين … فإن الله لا يغفل عما يعمل الظالمون في محاربة الاسلام . { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ } . إنما يُمْهِلهم ويمتّعهم بكثيرٍ من لذات الحياة ، ليوم شديد الهول تبقى فيه أبصارُهم شاخصةً مفتوحة من الفزع . { مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } . إنها صورةٌ رهيبة وهم معروضون رافعين لرؤوسهم ، وطرفهم جامد لا يتحرك من شدة الهول ، وأفئدتهم خاوية مضطربة لا إدراك فيها ولا وعي … هذا هو اليوم الذي يؤخّرهم الله إليه ، والذي ينتظُرهم بعد الإمهال . { وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ } . وانذِر الناس ايها الرسول أنه إذا جاء اليوم فلا اعتذارَ ولا نكال ، يوم يقول الظالمون الجاحدون حين يرون ذلك الهول : ربّنا ارجعْنا الى الدنيا ، وأمهلْنا امداً قريبا حتى نجيب فيه دعوة الرسل الى توحيدك ، فيأتيهم الرد : ألم تَحلِفوا في الدنيا أنكم إذا متُّم لا تُخرَجون لبعثٍ ولا حساب ، فكيف ترون الآن ، واين قولكم " ما لنا من زوال " ؟ ! { وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ } . وسكنتم في الدنيا في مساكن الذين ظَلموا أنفسَهم بالكفر والمعاصي من الأمم قبلكم ، وقد ظهر لكم بمشاهدة آثارِهم كيف عاقبناهم ، وضربنا لكم الأمثالَ الواضحة ، ثم بعد ذلك كله تُقسِمون " ما لكم من زوال " فلم ترعووا ولم تتوبوا من كفركم ، والآن تسألون التأخير للتوبة حين نزل بكم العذاب . قراءات : قرأ أبو عمرو : " انما نؤخرهم " بالنون والباقون " يؤخرهم " .