Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 51-60)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وجلون : خائفون . لا توجل : لا تخف . من القانطين : من اليائسين . ما خطبكم : ما شأنكم ، ماذا تريدون . قدرنا : قضينا . الغابرين : الباقين في الهلاك . { وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ … } . يتناول القرآن الكريم قصص الأنبياءِ والمرسَلين ، ويذكر طرفاً من أخبارهم ومعجزاتهم ، وليس الغرضُ من هذا القصص التاريخَ ولا استقراء الوقائع ، وانما الغرضُ منه الهداية والعِبرة والعظة . { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } [ سورة يوسف : 111 ] . وقد وردتْ قصةُ إبراهيمَ ولوطٍ في مواضعَ متعدّدة بأشكال متنوعة ، تناسب السياقَ الذي وردت فيه ، ووردتْ قصة لوط وحدَه في مواضع اخرى . وهنا يقول الله تعالى : اخبرْهم أيها النبيّ عن حالِ ضيفِ إبراهيم ، عندما دخلوا عليه وسلّموا ، فقال : إنّا منكم خائفون ، فطمأنوه وقاولوا له : لا تخفْ ، إنّا جئنا نبشّرك بغلام عليم . قال : كيف تبشّرونني بمولودٍ يولَد لي وأنا شيخٌ كبير السنّ ، إنّ هذا الأمر لغريب عجيب ! فأجابوه مؤكدين ما بشّروه به : لقد بشّرناك بالحقّ فلا تكنْ من القانِطين اليائسين . فقال إبراهيم ، إنّي لا أيأسُ من رحمةِ الله ، فإنه لا يقنَطُ من رحمة الله إلا الضالون . ثم لما استأنس بهم وعرف أنهم جاؤا بأمرٍ عظيم ، واستفسر منهم فقال لهم : ما شأنكم بعد هذه البشرى أيّها المرسلون ؟ قالوا : لقد أرسلَنا اللهُ تعالى الى قومٍ مجرمين في حقّ الله وحقِّ نبيِّهم وحق أنفسِهم ، وسنهلكهم إلا آل لوط ومن اتّبعه فإنهم ناجون ، دونَ امرأته ( لأنها كفرتْ بالله ولم تتّبع زوجَها ) فستكون من الماكثين في الهلاك مع القوم المجرمين . قراءات : قرأ نافع : " فبم تبشرونِ " وقرأ ابن كثير : " تبشرونِّ " بكسر النون مشددة . وقرأ الباقون : تشرونَ بفتح النون وقرأ ابو عمرو والكسائي : " ومن يقنط " بكسر النون ، والباقون " يقنط " بفتح النون .