Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 61-72)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فاسر بأهلك : اذهب بهم ليلا . واتبع أدبارهم : وكن انت وراء اهلك . لعمرك : قسَم . وبعد ان بشّر إبراهيمَ بالولد وخبروه أنهم مرسَلون بعذاب قومٍ مجرمين ، ذهبوا الى لوط . وبدأت المعركةُ بين لوطٍ وقومه حولَ هؤلاء الرسل . { فَلَمَّا جَآءَ آلَ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلُونَ … } . ولما وصَل الملائكةُ إلى ديار لوط ، لم يعرفهم لوط في بادئ الأمر ، وقال لهم : إنكم قومٌ مُنْكَرون ، ما الذي جاء بكم إلى بلادنا ؟ قولوا : لا تخفْ ، إنا رسُلٌ من عندِ ربك ، جئناك بأمرٍ يسرُّك ، وهو إنزالُ العذاب بهؤلاء المجرمين . ثم شرعوا يرتّبون له كيف ينجو هو وأَهلُه والمؤمنون معه قبل حولول العذاب بقومه ، فقالوا له : سِرْ ليلاً بأهلكَ ومن آمنَ معك بعد مرور قِطْعٍ من الليل ، وكُنْ خَلْفَهم حتى تتأكد من ان الجميع ساروا ونجَوا ، ولا يتلفتْ منكم أحدٌ خلفه ، بل امضوا حيث يأمركم ربكم . { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } . وقدَّرنا ان هؤلاء المجرمين هالكون عن آخرهم عند دخول الصباح . وعندما علم القومُ بوصول الرسُل وهم بهيئةٍ جميلة ، أسرعوا نحوهم مستبشِرين بمجيئهم الى مدينتهم طمعاً فيهم ، فلما رآهم لوط مسرعين قال لقومه : إن هؤلاء الذي جئتم تريدون منهم الفاحشَةَ هم ضُيوفي ، فلا تفضحوني فيهم ، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ } ، اي خافوا عقاب الله ان يحل بكم . فقال له قومه : أوَلَم نَنْهَكَ ان تُضيفَ أحداً من العالمين ؟ فلما رآهم متمادين في غيِّهم ، لا يرعَوُون عن غوايتهم ، قال لهم لوط : هؤلاء بناتي وبناتُ القرية ، يمكنكم ان تتزوّجوهن إن كنتم راغبين في قَضَاء الشهوة . { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } . بحقّ حياتك أيّها النبيُّ الأمين ، انهم لفي غفلةٍ عما سينزل بهم ، جعلتْهم كالسكارى يترددون ويتخبّطون ، فلا يرجى ان يفيقوا ولا ان يسمعوا .