Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 120-124)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أمة : اماما ، والامة : الرجل الجامع لخصال الخير . قانتا : مطيعا . حنيفا : مائلا عن الباطل ، مستقيما . اجتباه : اختاره واصطفاه . { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ … } الى قوله : { لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } . بعد ان بين ما حرم على اليهود خاصة ، وكان مشركو قريش يدعون انهم على ملة ابراهيم فيما يحرمونه على انفسم ويجعلونه لآلهتهم ، يبين الله تعالى هنا حقيقة دين ابراهيم ثم بعد ذلك يأمر الرسول الكريم باتباعه . ان ابراهيم كان إماماً جامعاً لكل الفضائل ، مطيعاً لله متبعاً للحق ، ولم يكن من المشركين ، وكان موحِّداً ليس يهودياً ولا نصرانياً ، شاكرا لنعمة ربه ، الذي اختاره للنبوة ، وهداه الى الحق ، وحبّبه الى جميع الناس ، فجميعُ أهل الاديان يعترفون به وهو في الآخرة في زمرة الصالحين . وبعد ان وصف ابراهيم بهذه الصفاتِ الشريفة التي بلغت الغايةَ في علوم المرتبة - أمرَ نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم باتباعه فقال : { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } . ثم اوحينا اليك ايها النبي باتباع ملة ابراهيم الحنيفية السمحة الخالصة من الشرك والزيغ والضلال ، ولذلك كرر الله تعالى قوله : { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } ثم نعى الله على اليهود ما اختلفوا فيه وهو يوم السبت فقال : { إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } . فاما تحريم السبت فهو خاص باليهود الذين اختلفوا فيه ، وليس من ديانة ابراهيم ، وليس كذلك من ديانة محمد السائر على نهج ابراهيم ، وان ربك ليفصل بين الفريقين في الخصومة والاختلاف ويجازي كل فريق بما يستحق من ثواب وعقاب . وايراد هذه العبارة بين سابق الكلام ولاحقه انذار للمشركين وتهديد لهم بما في مخالفة الانبياء من عظيم الوبال ، كما ذكر مثل القرية فيما سلف .